يجب علينا ان نميز بين نوعين اثنين من الوزن: لغوي وضعي وشعري فني؛ فأما الوزن اللغوي فهو موجود في أصل وضع مفردات اللغة لا ينفك عن بنائها الصرفي. فإذا اقتبسنا، مثلا، المثالَ الذي جاء به الجاحظ في "البيان والتبيين"، فإن قول البائع الذي يصيح: "من يشتري باذنجان" هو قول موزون يمكن تقطيعه على صورة "مسْتـََفْعِلُنْ مَفْعُولاَتْ". وكذلك عنوان هذه المقالة "وقفة سريعة مع علم العروض"، فهو كلام موزون اعتبارا لبناء مفرداته اللغوي، ويمكن اختيارُ تقطيعه، من بين عدة اختيارات، على الشكل التالي: فَاعِلُنْ/مَفَاعِلُنْ/فَعِلُنْ/فَاعِلاَتُنْ.
أما الوزن الشعري، فهو وزن خاص مقارنة بالوزن اللغوي العام؛ فهو صور وأنساق صوتية مختارة من بين صور وأنساق كثيرة يتيحها الوزن اللغوي. وهو وزن فني لأنه مولود من رحم الفنان المبدع، الذي إليه وحده يرجع اختيار توقيع ألحانه على موجات هذا البحر أو ذاك حسب طبيعة تجربته و مكنونات وجدانه. والبحث في هذا الوزن الفني هو موضوع علم العروض.
وها هنا لا بد من التمييز بين وجودين: وجود قبلي ملازم لماهية الشعر نفسه، وهو المتعلق بالوزن الشعري، ووجود صناعي بعدي، مبني على الاستنباط والاجتهاد، وهو المتعلق بالعلم الذي يدرس الوزن الشعري. ومن هذا العلم البعدي الاجتهادي تصنيفُ البحور وتسميتُها، وحصرُ عدد التفعيلات(التفاعيل) وتحديد أشكالها، واختراع الدوائر وتفسير مضامينها.
وبناء على هذا التمييز، فالأوزان التي استنبطها الخليل بن أحمد (ت175هـ) تحتمل أن تُشكل أو تُقرأ وفق نظام صوتي آخر لا ينحصر، بالضرورة، في أشكال التفاعيل الثمانية المصطلح عليها في "علم العروض"، ومن ثم فالدوائر الخليلية الخمسة ببحورها الخمسة عشر يمكن أن تتشكل في صور أخرى غير الصور الاصطلاحية المحفوظة.
وهذه الملاحظة لا تعني، لا من قريب ولا من بعيد، التقليل من أهمية الاختراع الخليلي، وإنما هي ملاحظة من أجل دفع الخلط والالتباس، حتى يكون الفرق واضحا بين الوزن بما هو موسيقى حيّة بحياة خلايا الحركات والسكنات، التي تتشكل منها عناصر المادة الشعرية، المتمثلة في المفردات اللغوية، وبين الوزن بما هو حصر، وتحديد، واختيار، وأسماء، واصطلاحات، وتصنيفات. بل لقد نوّه بهذا الاختراع، من الأدباء والنقاد، من هو رأسٌ في الدعوة إلى نقض العروض الخليلي وتجاوزه. فقد وصف أدونيس استنباط الخليل للأوزان الشعرية وتقعيدها بأنه "عمل إبداعي لا يكشف عن حسّه الموسيقي الأصيل وحسب، وإنما يكشف كذلك عمّا كان يمتلكه من قدرة تحليلية باهرة."(الشعرية العربية، ص17-18)
فالوزن كما أحسه وتذوقه وعاشه وعبّر عنه الشاعر العربي بطبعه وسليقته هو غير الوزن الذي صنعه العروضي في مختبر عقله، وحدّده وصوّره بذكائه وعلمه واجتهاده.
أما علم العروض بما هو عمل اجتهادي يقوم على الاستقراء والاستنباط، فسيظل، في رأيي، راسخا شامخا ما دام قائما، في نظريته وتطبيقاته، على اصطلاحات علمية لم تزل تنتقل من جيل إلى جيل، عبر مختلف العصور، إلى يومنا هذا، لم تنقضها نظرية وتطبيقات مخالفة جديدة، لها من قوة الاصطلاح العلمي والرسوخ والانتشار ما يفوق قوة النظرية الخليلية وتطبيقاتها.
وقد اختارت العرب، عبر تطور طويل، أوزان أشعارها- بالصورة التي وصلتنا في الشعر الجاهلي- من بين أشكال لا حصر لها من التراكيب الوزنية التي يمكن صياغتها من الوزن الوضعي للمفردات اللغوية، الذي يرجع، في أساسه، إلى الشكل الذي يكون عليه ترتيب الحركات والسكنات.
فلماذا اختارت العرب هذه الأشكال دون غيرها من الأشكال الأخرى؟ وللتذكير، فإن هذه الأشكال ليست محصورة فقط في أوزان البحور الستة عشر بأجزائها التامة، بل هناك أيضا أشكال مجزوءات هذه البحور ومشطوراتها.
لست أرى في استقرار العرب على هذه الأوزان التي وصلتنا في أشعارها أية غرابة، لأنني أرى أن من الطبيعي، بعد زمان طويل جدا من التطور والتدرج والتجارب، أن تستقيم السليقة العربية على أشكال موسيقية ناضجة، تستجيب أولا لطبيعة الفطرة العربية، وطبيعة الجغرافيا، والمناخ، والحياة البدوية عامة، وتستجيب ثانيا، لقواعد الذوق الفني الإنساني المبنية على التوازن والتناسب والانسجام والتناسق الجميل.
"& فكم استلزم الأمر من زمن ومن اتساع آفاق النفس، حتى وصل الشعر العربي إلى تحقيق هذا العدد الضخم من الأوزان لنفسه؟
"كل هذا نذير بأنه عريق جدا، لا يقف عمره عند مائتي عام، ولا ثلاثمائة، إنما هو موغل في الزمان إيغالا& "(تاريخ الشعر العربي، للدكتور نجيب محمد البهبيتي، ص89.)
هذا، مع استحضار الدور الفاعل والحاسم، في هذا التطور الطويل، لطبيعة اللغة العربية ومميزاتها الصوتية وخصائصها الموسيقية الغنائية.
ولهذا، لا نستغرب أن نجد من النقاد القدامى والمحدثين في زماننا، من يذهب إلى أن الأوزان التي وصلتنا قد جمعت من المقومات الصوتية أخفَّها وأحسنها وأجملها، ومن الخصائص الموسيقية أفضلَها وأنسبها وأحلاها.
يقول حازم القرطاجني في هذا المعنى: "وضروب التركيبات كثيرة جدا. وإنما استعملت العرب من جميع ذلك ما خفّ وتناسب. وليس يوجد أصلا في ضروب التركيبات والوضع الذي للحركات والسكنات والأجزاء المؤتلفة من ذلك أفضلُ مما وضعته العرب من الأوزان."(منهاج البلغاء وسراج الأدباء، ص232.)
ويتساءل الدكتور البهبيتي، في أثناء مناقشته هذا الموضوع، إن كانت الأوزان العربية قد استنفدت كل مزايا الإيقاع الشعري الجميل، فلم تترك للمتأخرين من الشعراء، في العصر الإسلامي والأموي والعباسي، أية إمكانية موضوعية، ولا أي سبب فني، لاختراع أوزان جديدة، أم أن المسألة، ببساطة، هي مسألة ضعف إبداعي في هؤلاء الشعراء أنفسهم حال بينهم وبين الإختراع وإضافة الجديد؟
ويذهب الدكتور البهبيتي إلى أن الأمر الأول هو الأرجح.(تاريخ الشعر العربي، ص89.)
ولست أفهم من تساؤل الدكتور البهبيتي أنه يقصد أن ملكات الشعراء الذين عاشوا بعد العصر الجاهلي، وخاصة في العصر العباسي، كانت عقيمة بمعنى العقم الذي يمتنع معه أي نوع من أنواع التوليد والتجديد والإحداث. وذلك لأن مصادر عديدة نقلت لنا أخبارا وأمثلة شعرية تفيد وتؤكد أن الشعراء، بعد العصر الجاهلي، قد استحدثوا أوزانا تخالف، في تشكيلها وترتيب أجزائها، أوزان الشعر العربي التي استنبطها الخليل. بل وجدنا من نقاد الشعر وعلماء اللغة والعروض، في العصور المتأخرة، من راجع اجتهادات الخليل العروضية مستدركا عليها بالزيادة والنقصان. من هؤلاء، فضلا عن الأخفش الأوسط، إسماعيلُ بن حماد الجوهري اللغوي المشهور(توفي ما بين عامي 393 و400هـ، على اختلاف الروايات). فقد أسقط، في استدراكاته، أربعة من بحور الخليل، وهي: السريع، والمنسرح، والمقتضب، والمجثت، وعلل ذلك بِـ"أن الخليل إنما أراد بكثرة الألقاب الشرحَ والتقريبَ، قال: وإلا، فالسريع هو من البسيط، والمنسرح والمقتضب من الرجز، والمجثت من الخفيف."(العمدة: 1/135-137)
وأوزان البحور الخليلية نفسها منها ما يرى بعض النقاد أنه مفقود في شعر العرب، وهو ما يعني-إن ثبت ذلك- أن الخليل لم يستنبطه من الشعر العربي القديم، وإنما استفاده من شعراء عاشوا بعد العصر الجاهلي.
فأوزان المضارع، والمقتضب، والمجثت، "قلّ ما توجد في أشعار المتقدمين"(الفصول والغايات، لأبي العلاء المعري، ص132).
فوزن المضارع، في الأصل، (مفاعيلُ فاعلاتنْ مفاعيلنْ) مرتين، لكنه لم يستعمل إلا مجزوءا. وأصل وزن المقتضب (مفعولاتُ مستفعلنْ مستفعلنْ) مرتين، لكنه، هوأيضا، لم يرد إلا مجزوءا. وأصل وزن المجثث (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن) مرتين، لكنه استعمل مجزوءا.
"فأما المضارع فالبيت الذي وضعه له الخليل:
وإن تدن منه شبرا ** يقرّبك منه باعـا
"وهو مفقود في شعر العرب& "(الفصول والغايات، لأبي العلاء المعري، ص132). "ولم يجئ فيه شعر معروف. وقد قال الخليل: وأجازوه."(كتاب الكافي في العروض والقوافي، للخطيب التبريزي، ص117). وقد أنكر الأخفش ورود هذا الوزن في شعر الجاهليين، ونسب وضعه إلى المحدثين.(تيسير علم العروض والقوافي، ص143). ويذهب حازم القرطاجني، في رفضه لهذا البحر، إلى أنه ليس هناك شيء من الاختلاق أحق بالتكذيب والردّ من هذا البحر، "لأن طباع العرب كانت أفضل من أن يكون هذا الوزن من نتاجها."(منهاج البلغاء، ص243)
"وأما المقتضب، فالبيت الذي وضعه الخليل فيه:
أعرضت فَلاحَ لنا ** عارضان من برد
"وهو مفقود في شعر العرب& "(الفصول والغايات، لأبي العلاء المعري، ص132). انظر أيضا، "تيسير علم العروض والقوافي"، ص149-151.
وقد حفظت لنا المصادر أشعارا كثيرة لم يثبت لأوزانها أصل في العروض الخليلي، أي فيما استنبطه الخليل من أشعار العرب، كقصيدة عبيد بن الأبرص: "أقفر من أهله ملحوب" المشهورة، فَـ"وزنها مختلف وليست موافقة لمذهب الخليل في العروض"(نفسه، ص131). وكذلك "قصيدة عديّ بن زيد العبادي:
قد حان أن تصحو لو تقصرْ ** وقد أتى لما عهدت عُصُــرْ"(نفسه، ص131-132)
وقصيدة المرقش الأكبر:
هل بالديار أن تجيب صممْ ** لو أن حيّا ناطقا كلّــمْ"
في رواية "المفضليات": "لو كان رسم ناطقا كلّم".(المفضلية رقم(54)، ص237)
فقد علق أبو هلال العسكري على اختيار الأصمعي لقصيدة المرقش هاته بقوله: "ولا أعرف على أي وجه صرف اختياره إليها، وما هي بمستقيمة الوزن& "(كتاب الصناعتين، ص3)
وتخبرنا مصادر كثيرة أيضا عن بعض الشعراء الذين كانوا يقولون الشعر على أوزان غير الأوزان العربية المشهورة. ولعل أبا العتاهية أشهر هؤلاء الشعراء. فقد كانت "له أوزان طريفة قالها مما لم يتقدمه الأوائل فيها."(الأغاني:ج4/ص2) فقد "كان أحد المطبوعين، وممن يكاد يكون كلامه كله شعرا(& )وكان لسرعته وسهولة الشعر عليه ربّما قال شعرا موزونا يخرج عن أعاريض الشعر وأوزان العرب."(الشعر والشعراء، لابن قتيبة، ص534)
وإلى أبي العتاهية يُعزى استحداث وزن "مدقّ القصّار"، وهو: (فاعلاتن فاعلن) مرتين. (يراجع "علم العروض ومحاولات التجديد"،(م.س)، ص38،39). فقد رُوي أنه "قعد يوما عند قصّار فسمع صوت المِدَقَّة فحكى ذلك في ألفاظ شعره، وهو عدة أبيات فيها:
للمنون دائرا ** تٌ يدرن صرفها
هنّ ينتقيننـا ** واحدا فواحـدا"(نفسه، ص534)
ومن هؤلاء الشعراء الذين استحدثوا أوزانا خارج العروض الخليلي (رزين العروضي)(ت247هـ). فقد ذكروا أنه كان نحا نحْوَ عبد الله بن هارون في قول أوزان "غريبة من العروض"، "فأتى فيه ببدائع جمّة."(معجم الأدباء، لياقوت الحموي: 11/138)
و"يكاد يجمع أهل العروض على أن للمولّدين أوزانا مخترعة لم يسبقوا إليها، وقد سمّيت بالبحور المهملة."(موسيقى الشعر، للدكتور إبراهيم أنيس، ص230.)
وقد كانت الحاجة إلى الغناء، أساسا، وراء استحداث الأوزان القصار التي ولّدها الشعراء المولدون من الأوزان العربية الطوال. وكذلك كانت هذه الحاجة وراء ما ولّدوه من البحور المهملة في الدوائر الخليلية، كالبحر المستطيل، وهو مقلوب الطويل، ووزنه (فاعلن مفاعيلن) أربع مرات، والبحر الممتد، وهو مقلوب المديد، ووزنه (فاعلن فاعلاتن) أربع مرات، والبحر المتئد، وهو مقلوب المجثت، ووزنه (فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن) مرتين، والبحر المنسرد، ووزنه (مفاعيلن مفاعيلن فاعلاتن) مرتين، والبحر المطرد، وهو مقلوب المنسرد: (فاعلاتن مفاعيلن مفاعيلن) مرتين، وغيرها من الأوزان التي لم تستعملها العرب في أشعارها.
ويرجّح الدكتور أنيس أن هذه البحور المهملة لم يخترعها الشعراء المولدون، وإنما اخترعها العروضيون، "وذلك لأنا- يقول الدكتور أنيس- نرى أمثلتها وشواهدها تتكرر هي بعينها في كتبهم غير منسوبة لشاعر معروف، وتبدو عليها سمة من الصنعة العروضية."(نفسه، ص231)
إضافة إلى هذا، فقد سجلت لنا المصادر تشكيلات أوزان أخرى مستحدثة، تمتاز بإيقاعات خفيفة وسريعة استدعتها التغيرات الطارئة على البيئة الاجتماعية الحضارية، وخاصة في جانبها الغنائي المتعلق باللهو والترفيه، أو السماع الديني القائم على الإنشاد الجماعي في الذكر والأمداح. يُراجع، في "أوزان المولّدين"، الفصل السابع من كتاب "موسيقى الشعر، للدكتور إبراهيم أنيس، ص230-272، وكتاب "هذا الشعر الحديث"، للدكتور عمر فرّوخ، ص61-63. وفي موضوع "الأوزان القصار"، كتاب "المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها"، الجزء الأول، ص78-84.
وقد ظهرت هذه التشكيلات الوزنية في فنون غنائية مستحدثة، كفنّ "المواليا"، و"كان وكان"، و"القوما"، و"الدوبيت"، و"السلسلة".
أما(المواليا)، فيظهر أنه "هو نفس النوع المعروف في الشعر العامي بالموال، لأن أمثلته قد جاءت مزيجا بين ألفاظ معربة وأخرى غير معربة."(موسيقى الشعر، ص232). وأما (كان وكان)، فقد زعموا "أن هذا الوزن قد شاع بين البغداديين في عصور متأخرة بدأ بعض الناظمين فيها يتحللون من بعض قواعد الإعراب. وقد ارتقى هذا الوزن قليلا حين جاء الإمام ابن الجوزي والواعظ شمس الدين، فنظما منه الحكم والمواعظ في القرن السادس والسابع الهجري."(نفسه، ص234). وأما وزن(القوما)، فيرجح الدكتور إبراهيم أنيس أنه " لا يعدو أن يكون مجزوء الرجز تغيرت فيه (مستفعلن) الثانية إلى (مستفعلْ)، مثل (محمول)، ثم سكن آخره لينسجم هذا مع ما شاع في هذه العصور من التخلص من حركات الإعراب."( نفسه، ص236). وأما (الدوبيت)، فـ"يكاد الرواة يجمعون على أنه فارسي& استعاره بعض الناظمين باللغة العربية الفصيحة في النادر من الأحيان& وقد وصفه العروضيون بأنه: (فعْلنْ متفاعلن فعولن فَعِلُن)& "( نفسه، ص238). وأما (السلسلة)، فمن أمثلته المشهورة:
السحر بعينيك ما تحرك أو جال ** إلا ورماني من الغرام بأوجال
يا قامة غصن نشا بروضة إحسان ** أيان هفت نسمة الدلال به مال
"& وأجدر بوزن "السلسلة" أن يضم إلى تلك البحور المهملة التي حدثونا عنها."(نفسه، ص240،241)
ولعل أشهر هذه الفنون المستحدثة جميعا هو فن "الموشح"، وهو "كلام منظوم على وزن مخصوص، وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات، ويقال له التام، وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات، ويقال له الأقرع(& ) والأقفال هي أجزاء مؤلفة يلزم أن يكون كل قفل منها متفقا مع بقيتها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها.
"والأبيات هي أجزاء مؤلفة مفردة أو مركبة يلزم في كل بيت منها أن يكون متفقا مع بقية أبيات الموشح في وزنها وعدد أجزائها لا في قوافيها(& )"(دار الطراز في عمل الموشحات، لابن سناء الملك، ص32،33)
"والموشحات تنقسم قسمين: الأول ما جاء على أوزان العرب، والثاني ما لا وزن له فيها، ولا إلمام له بها."(نفسه، ص44)
(تراجع تفصيلات أخرى عن فن "الموشح" وأوزانه في المصدر السابق(دار الطراز)، وفي "مقدمة ابن خلدون"، ص491 وما بعدها، وفي كتاب "موسيقى الشعر"، للدكتور إبراهيم أنيس، ص241-257، وكتاب "في أصول التوشيح"، للدكتور سيد غازي).
وقد درس المستشرق مارتن هارتمانMartin Hartmann "تفاعيل الموشحات فوجد أنه يتركب منها "أوزان" تبلغ مائة وستة وأربعين عدّا. ثم وجد أنه يمكن أن يتفرع من هذه الأوزان أوزان أخرى تبلغ بعدد الأوزان إلى مائتين وثلاثة وثلاثين(& ) وربما كان هناك موشحات قد ضاعت أو لم يستطع هارتمان أن يطلع عليها، وهي- وهذا ممكن- على غير هذه الأوزان أيضا."( هذا الشعر الحديث، للدكتور عمر فرّوخ، ص64-65).