تأمل كيف أن المنافقين يقولونها وهم مع ذلك في الدرك الأسفل من النار . .
لماذا ؟ ؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار"(صحيح مسلم)
الجواب :
لأن الأحاديث التي جاءت مبينة لفضل لاإله إلا الله قد قيدت بقيود عظيمة . .
تأمل . . كم من قائل لهذه الكلمة وهو لايعرف معناها
يظن أن معناها لا خالق إلا الله وهذا من لوازم هذه الكلمة
ولقد كان مشركي العرب يقرون بأن الله وحده خالق كل شئ . وكانوا مع هذا مشركين .
قال تعالى :{ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}
قالت طائفة من السلف تسألهم : من خلق السموات والأرض ؟ فيقولون : الله وهم مع هذا يعبدون غيره قال تعالى : {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون}
فليس كل من أقر بأن الله تعالى رب كل شئ وخالقه يكون عابداً له ، دون ما سواه
أما معناها :
فلا معبود بحق إلا الله كما قال الله تعالى :
{ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير }
و قال تعالى : {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }
و قال تعالى : {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون }
و قال تعالى : { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}
و قال تعالى : { وما من إله إلا الله }
و قال تعالى : { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله }
و قال تعالى : { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً }
و قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلْطَّـٰغُوتَ }
و قال تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام : { ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه إني لكم نذير مبين ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم }
قال الله تعالى{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا اللَّه }
تأمل كم من قائل لهذه الكلمة وهو يصرف لغير الله أنواعا من العبادة كالدعاء والذبح . .
قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } .
قال الله تعالى: (فاعبد الله مخلصاً له الدين. ألا لله الدين الخالص) (الزمر الآيتان:2-3)، وقال تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين ) (الزمر الآية:11)، وقال: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني) (الزمر الآية:14).
قال الله تعالى : (وقال ربكم ادعوني استجب لكم )
وقال : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا )
. وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}
وقال :{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72)}
وقال تعالى : { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ
سَحِيقٍ (31)}.
سئل التابعي الجليل وهب بن منبه رحمه الله : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ فقال: بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك. قيل للحسن البصري رحمه الله: إن أناساً يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال: من قال لا إله إلا الله، فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.
فلا إله إلا الله لا تنفع إلا من عرف مدلولها نفياً وإثباتاً ، واعتقد ذلك وقبله وعمل به .