يستحب لمن رأى رؤية صالحة ثلاثة أشياء:
· أن يحمد الله عليها .
· وأن يستبشر بِهَا .
· وأن يتحدث بِهَا لمن يحب دون من يكره .
روى البخاري، من حديث أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي r يقول : ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ اللَّهِ فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا. وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ الشَّيْطَانِ ([1])،فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَد،ٍ فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ))([2]) .
وروى مسلم من حديث أبي قتادة الآتي: ((فَإِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً فَلْيُبْشِرْ، وَلا يُخْبِرْ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ))
آداب الـرؤيا المكـروهــة
روى الشيخان، عن أبي سلمة قال: لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي r يقول: ((الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنْ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلاَ يُحَدِّثُ بِهِ إِلاَّ مَنْ يُحبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاثًا، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ))([4]).
وروى مسلم من حديث جابر، عن رسول الله r قال: ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ثَلاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ))([5]) .
وقد تقدم حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: ((إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ)) وفيه: ((فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ)).
فحاصل ما ذكر من آداب الرؤيا المكروهة سبعة آداب:
1. الاستعاذة بالله من شرها، وهي مشروعة عند كل أمر يكرهه المؤمن .
2. الاستعاذة من الشيطان ثلاثًا؛ لأنَّهَا منه، وأنه يخيِّل بِهَا لقصد تحزين الآدمي والتهويل عليه كما تقدم .
3. التفل([6]) عن اليسار؛ طردًا للشيطان الذي حضر الرؤيا المكروهة وتحقيرًا واستقذارًا، وخُصت به اليسار؛ لأنَّهَا محل الأقـذار ونحوها، والتثليث للتأكيد .
4. التحول عن الجنب الذي كان عليه، ولعل هذا للتفاؤل بتحول تلك الحال التي كان عليها والله أعلم .
5. الصلاة، لما فيها من التوجه إلى الله واللَّجَأ إليه؛ ولأن في التحرم بِهَا عصمة من الأسواء، وبِهَا تكمل الرغبة، وتصح الطلبة، لقرب المصلي من ربه عند سجوده .
6. ألاَّ يُحَدِّث بِهَا أحدًا .
7. ولا يفسرها لنفسه ؛ لأن الرؤيا تقع على ما تعبر به، ولكي لا تحدث تأثيرًا في النفوس ([7]) .