أولا: طريقة الحفظ
1ـ الاستعانة بالله أولا،والإلحاح في الدعاء،واليقين في مدده ،خاصة أن الله تعالى يسره للذكر ،كما قال عز وجل (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
2ـ عدم حفظه عن طريق الاجتهاد الشخصي، وإنما عن طريق شيخ حافظ متقن مجود للقرآن الكريم.
3ـ يذهب الطالب للشيخ متأدبا بآداب القرآن والسنة في تحصيل العلم.
4ـ يحدد الشيخ قدرا مناسبا من الآيات في كل لقاء،وهذا القدر هو الذي كان مشايخ الكتاتيب عليهم رحمة الله تعالى يطلقون عليه اسم اللوح.
5ـ على الشيخ مراعاة ظروف الطالب ، فلا يساوي بين المتفرغ للحفظ والموظف مثلا، ولا بين سريع الحفظ وبطيئه، ولا بين الذي يلقاه يوميا والذي يلقاه مرة واحدة في الأسبوع، فالذي يلقاه يوميا يكون لوحه بالطبع أقل من الذي يلقاه مرة واحدة في الأسبوع.
6ـ تبدأ عملية الحفظ بقراءة الشيخ أولا اللوح على الطالب ، مرتين أو مرة على الأقل ،حتى تسمع أذنا الطالب النص صحيحا من أول مرة،
7 ـ على الطالب أثناء قراءة الشيخ أن ينصت جيدا ولا ينشغل بأي شيء،حتى إذا ما قرأ هو تتطابق قراءته مع قراءة شيخه تماما، قال تعالى (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه).
8ـ حينما ينتهي الشيخ من قراءة اللوح يبدأ الطالب قراءة هذا اللوح.
9 ـ على الشيخ أثناء قراءة الطالب أن ينصت جيدا لقراءته،ولا ينشغل بأي شيء،وإذا اضطر للحديث مع أحد فليتوقف الطالب حتي ينتهي الحديث ، ثم يستأنف
القراءة ، ليتأكد الشيخ من صحة ضبط كل كلمة ،ومن صحة مخرج كل حرف ،وصفته،من حيث التفخيم والترقيق،وغير ذلك ، كما هو مقرر في علم التجويد.
10 ـ على الطالب أن يقرأ اللوح على شيخه مرتين على الأقل ،لزيادة الاطمئنان على صحة القراءة.
11 ـ فإذا ما ذهب الطالب لبيته وأراد حفظ اللوح اختار أنسب الأوقات ،التي يكون فيها الذهن نشيطا، والحالة الروحية على مستوى طيب.
12 ـ ومن أعظم الأوقات المناسبة إن لم يكن أعظمها بعد صلاة الفجر ،حينما ينتهي الطالب من أذكار الصباح المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
13 ـ تبدأ عملية الحفظ آية آية.
14 ـ يقسم الطالب الآية إلى عدة جمل.
15 ـ يبدأ الطالب بقراءة الجملة الأولى من الآية نظرا في المصحف عدة مرات.
16 ـ ثم يكررها من ذهنه عدة مرات.
17 ـ ثم ينتقل إلى الجملة الثانية فيقرأها من المصحف نظرا عدة مرات، ثم من ذهنه عدة مرات كذلك .
18 ـ ثم يقرأ الجملتين معا من ذهنه عدة مرات .
19 ـ ثم ينتقل إلى الجملة الثالثة ليقرأ ها كذلك من المصحف ثم من ذهنه عدة مرات.
20 ـ ثم يقرأ الجمل الثلاث دفعة واحدة من ذهنه عدة مرات.
21ـ وهكذا يفعل مع كل جملة ما فعل بسابقتها،من تكرارها من المصحف ومن ذهنه
ومن قراءتها مع الجمل السابقة عدة مرات ، حتى ينتهي من حفظ الآية كلها.
22ـ ثم ينتقل إلى الآية الثانية من اللوح فيحفظها كما حفظ الأولى.
23 ـ فإذا حفظ الآية الثانية كررها مع الأولى عدة مرات .
ثم ينتقل إلى الآية الثالثة والرابعة وهكذا ، كل آية ينتهي منها يرددها مع كل الآيات السابقة، حتى ينتهي من كل آيات اللوح.
24ـ فإذا انتهى من حفظ اللوح كله ردده عدة مرات حتى يثبت في ذهنه جيدا.
25 ـ وزيادة في التثبيت والاطمئنان ، يقرأ الطالب اللوح على من يجيد تلاوة القرآن ،فإن لم يتيسر فعلى أخيه أو أبيه أو أمه أو من يستطيع متابعة قراءته.
26ـ فإذا حان موعد لقائه بشيخه راجع اللوح عدة مرات.
27ـ ثم يذهب لشيخه وقبيل قراءته بدقيقة واحدة يقرأ اللوح نظرا في المصحف قراءة سريعة مركزة.
28ـ ثم يتوكل على الله عز وجل ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ،ويقرأ على الشيخ .
29ـ إذا أخطأ الطالب خطأين فعلى الشيخ أن يطلب منه مراجعة اللوح مرة أخرى ليقرأه عليه ثانية، ولا يعطيه لوحا جديدا حتى يقرأ هذا اللوح بدون أي خطأ.
30ـ ثم يعطيه الشيخ لوحا جديدا ليحفظه كما حفظ اللوح الأول.
31ـ وهكذا مع كل لوح حتى تنتهي السورة كلها.
32ـ إذا انتهى الطالب من السورة فلا يبدأ في سورة أخرى حتى يقرأها كلها على الشيخ قراءة جيدة عن ظهر قلبه.
33ـ ثم يبدأ حفظ سورة أخرى على هذا المنهج، وهكذا مع كل سور القرآن ،حتى ينتهي منه كله بفضل الله عز وجل.
ثانيا: طريقة تثبيت القرآن في الذهن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها) [البخاري ومسلم]
وبناء عليه فينبغي على كل حافظ لأي قدر من القرآن الكريم أن يعض عليه بالنواجذ
ويستمر في مراجعته أولا بأول ، حتى لا يتفلت منه.
وهذه المعاهدة من الطالب تكون أثناء مرحلة حفظ القرآن، وتكون بعد الانتهاء من حفظه كله.
أما التثبيت أثناء مرحلة الحفظ فيكون كالآتي:
1 ـ أن يقرأ الطالب على شيخه بعد اللوح في كل مرة ربع حزب من السورة التي يحفظها حاليا ،وإلا فإنه سيجد نفسه قد نسيها كلها عند الوصول لآخر لوح فيها.
2ـ أن يقسم الشيخ القدر المحفوظ من الأجزاء التي حفظها الطالب( وهو ما يعرف بالماضي) على عدة أيام ،لا تزيد على عشرة .يسمع منه الشيخ في كل لقاء قدرا من هذا الماضي.
3ـ أي أن الطالب في كل لقاء مع شيخه يقرأ عليه ما يلي:
أ ـ اللوح.
ب ـ ربع الحزب من السورة التي يحفظها حاليا.
ج ـ الماضي .
4ـإذاختم الطالب حفظ خمسة أجزاء يتوقف عن أخذ ألواح جديدة لعدة لقاءات مع شيخه يقتصر فيها على تسميع الماضي بقدر أكبر مما كان.
5ـ ثم يستأنف أخذ ألواح جديدة ، حتى ينتهي من حفظ خمسة أجزاء جديدة، ثم يتوقف لمراجعة العشرة كلها، وهكذا مع كل خمسة أجزاء جديدة، يتوقف عندها
ليراجعها مع كل الأجزاء السابقة عليها مراجعة جيدة ، حتى ينتهي من حفظ القرآن
أما التثبيت بعد حفظ القرآن كله، فيكون كالآتي:
1ـ تخصيص قدر يومي ،بحيث لا يأوي إلى فراشه ليلا إلا بعد الانتهاء من قراءته.
2ـ ينبغي ألا تزيد المراجعة الواحدة للقرآن كله على شهر، ولا تنقص عن سبعة أيام ، كما يشير إلى ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، حينما جمع القرآن فقرأه كله في ليلة ، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يقرأه في شهر ، حتى انتهى الحوار إلى أن يقرأه في سبع.
وهذا بالطبع في غير شهر رمضان.
3ـ من الممكن تفريق هذا القدر اليومي على ساعات النهار والليل.
فمن الممكن تخصيص ربع ساعة بعد صلاة الفجر وربع ساعة بعد صلاة العشاء،
كذلك استغلال الوقت بين الأذان والإقامة في الصلوات الخمس.
4ـ من أفضل طرق التثبيت إن لم تكن أفضلها مراجعة هذا القدر اليومي في الصلاة
المفروضة والنافلة،
5ـ مراجعة القدر اليومي في الصلاة فيه عدة فوائد، يأتي على رأسها ثلاث فوائد:
أ ـ تثبيت الحفظ.
ب ـ ضبط الصلاة، وتحسين أركانها ،وسننها،وخشوعها، لأنه إذا أطال قراءته
وجد نفسه يطيل بقية الأركان ، ويحافظ على الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء كل ركن في الصلاة،بالإضافة إلى الخشوع فيها.
ج ـ السلوك المستقيم بعد الصلاة .
لأن الصلاة التي تؤدى بهذه الطريقة هي التي عناها الله عز وجل بقوله ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)
6ـ ينبغي لكل مسلم أن يكون معه دائما نسخة من المصحف الشريف، لا تفارقه إلا إذا دخل الخلاء، ليقرأ منها نظرا ، أو يرجع إليها إذا التبست عليه آية وهو يقرأ عن ظهر قلبه.
جعلنا الله عز وجل وآباءنا وأمهاتنا وأزواجنا وذرياتنا وأحبابنا من أهل القرآن في الدنيا والآخرة ،وجعله ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب هموممنا
وأنيسنا في قبورنا وشفيعنا يوم الدين، وأن يقال لكل منا (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ،فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها)[ الترمذي ، وقال عنه حسن صحيح ]
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين ، صلاة وسلاما وبركة عدد خلق الله ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وعدد معلوماته كلما ذكر الله الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمدلله رب العالمين.