تسعى الولايات المتحدة الى لعب دور الحصان الاسود في نهائيات كاس العالم لكرة القدم المقبلة في جنوب أفريقيا بعد دخولها بقوة الى الساحة العالمية في العقدين الاخيرين وتتويجها مسيرتها بحلولها وصيفة في مسابقة كأس القارات الأخيرة. لطالما اعتبرت كرة القدم رياضة رديفة في بلاد العم سام حيث ازدهرت كرة السلة "أن بي أي"، البايسبول وكرة القدم الاميركية، لدرجة ان كرة القدم تعرف تحت اسم "سوكر" في البلاد كي يتم تفريقها عن "الفوتبول الاميركي".
ورغم سعي المسؤولين عن اللعبة بتحويلها الى لعبة شعبية باستقدام بعض اساطير اللعبة كالبرازيلي بيليه، الالماني فرانتز بكنباور والهولندي يوهان كرويف، الا ان المحاولات باءت بالفشل، كما ان الاستقدام المليونير للانكليزي ديفيد بيكهام الى نادي لوس انجليس غالاكسي لم يعط نتائجه الفنية، ما حتم على الجناح المميز ان يعود مرتين الى ميلان الايطالي معارا قبل تعرضه للاصابة التي ستبعده عن المونديال. في بدايات كأس العالم، ضربت الولايات المتحدة بقوة فبلغت نصف نهائي النسخة الاولى عام 1930، ودور ثمن النهائي في 1934، لكنها شاركت عام 1950 في البرازيل للمرة الثالثة قبل ان تغيب لمدة 40 عاما عن النهائيات العالمية!
عادت الولايات المتحدة عام 1990 من البوابة الايطالية، قبل استضافتها الحدث العالمي على أرضها عام 1994 وبلوغهاالدور الثاني عندما خسرت أمام البرازيل صفر-1 في الدور الثاني بهدف متأخر من المهاجم بيبيتو الذي قاد بلاده الى اللقب.
وبعد مشاركة عادية في مونديال 1998 خسرت خلالها أمام غريمتها السياسية ايران 1-2، ثم قدمت اداء مميزا في نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان ببلوغها ربع النهائي حيث خسرت بصعوبة أمام المانيا صفر-1 التي حلت وصيفة لاحقا. وفي المشاركة الاخيرة في المانيا 2006، عجزت عن بلوغ الدور الثاني في مجموعة ضمت ايطاليا التي احرزت اللقب لاحقا.
المشوار السادس على التوالي نحو كأس العالم لم يكن صعبا على لاعبي المدرب بوب برادلي، اذ تصدر فريقه المجموعة الموحدة في الدور النهائي من تصفيات كونكاكاف متقدما على المكسيك القوية بعد فوزها على الاخيرة 2-صفر في المباراة الافتتاحية من الدور النهائي.
لكن الانذار القوي الذي وجهه الـ"يانكس" للعالم الكروي تحقق في مسابقة كأس القارات الاخيرة في جنوب أفريقيا 2009 عندما اسقط اسبانيا بطلة أوروبا 2-صفر موقفا سلسلة انتصارات المنتخب الايبيري، وبلغ عن استحقاق المباراة النهائية حيث خسر بصعوبة أمام البرازيل 2-3.
في الأعوام الماضية كان اسم لاندون دونوفان مرادفا للمنتخب الأميركي، اذ قدم هداف نادي لوس أنجليس غالاكسي مستويات لافتة مع بلاده، ولا شك بانه سيكون في طليعة اللاعبين الاميركيين في المونديال، والتي تضم أوغوتشي أونيوو مدافع ميلان الايطالي، مايكل برادلي لاعب وسط مونشنغلادباخ الالماني ونجل المدرب، الشاب جوزي ألتيدور هداف بلاده في التصفيات المعار من فياريال الاسباني الى هال سيتي الانكليزي، تيم هاورد حارس المرمى المخضرم، وكلينت دمبسي لاعب وسط فولهام الانكليزي.
الكتيبة الأميركية سيقودها في جنوب افريقيا المدرب بوب برادلي، فبعد تعيينه مدربا موقتا لم يخسر المنتخب في عشر مباريات ما أقنع الاتحاد المحلي بتثبيته مع الفريق الأول.
وقعت الولايات المتحدة في مجموعة متوسطة المستوى، تضم انكلترا المرشحة بقوة لاحراز اللقب بالاضافة الى نيوزيلندا والجزائر ممثلة العرب الوحيدة في النهائيات.
سجل التصفيات:
- الدور التمهيدي: 7 انتصارات من 10 مباريات، تعادلا واحدا، خسارتان، 22 هدفا، 8 أهداف في مرماه، 22 نقطة.
- الدور النهائي: 6 انتصارات من 10 مباريات، تعادلان، خسارتان، 19 هدفا، 13 هدفا في مرماه، 20 نقطة.
- الأكثر مشاركة: كارلوس بوكانيغرا ومايكل برادلي (15).
- الهدافون: جوزيه التيدور (6 أهداف).