على مثلث قطرب
لعبد العزيز المغربي
هذا ليس مثلث قطرب ، بل هو نظم على مثلث قطرب لعبد العزيز المغربي كما هو مذكور في الأبيات .
لأن مثلث قطرب نثر .
أما عبد العزيز المغربي فهو عبد العزيز بن عبد الواحد المكناسي المغربي، شيخ القراء بالمدينة، توفي سنة 964.
له ترجمة في أعلام الزركلي (4/22( .
قال عبد العزيز المغربي :
حَمْدًا لِبَـارِئِ الأَنَـام***َثمَّ الصَّـلَاة وَالسَّـلَامْ
مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَـامْ***عَلَى الرَّسُـولِ العَرَبِـي
وَ آلِــهِ وَصَحْـبِـهِ***َومَنْ تَـلَا مِـنْ حِزْبِـهِ
سَبِيلَـهُ فِـي حُـبِّـهِ***َعلَـى مَمَـرِّ الحِقَـبِ
وَبَعْـدُ فَالقَصْـدُ بِمَـا***َارَدْتُـهُ شَرْحًـا لِـمَـا
قَدْ كَـانَ قَبْـلُ نُظِمَـا***مُثَلَـثَّـا لِـقُـطْـرُبِ
مُقَدَّمًـا فَتْحًـا عَلَـى***َكسْرٍ فَضَـمٍّ مُسْجَـلَا
وَمَا كَذَا عَلَـى الـوِلَا***نَظْمًـا عَلَـى التَّرَتُّـبِ
سَمَّيْـتُـهُ بِالـمَـوْرِثِ***ِلمُشْـكِـلِ المُثَـلُّـثِ
مِنْ غَيْـرِ مَـا تَرَيُّـثِ***َففُـزْ بِنَـيْـلِ الأرَبِ
وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَلِّـي***غُفْـرَانَ كُـلِّ الزُّلَـلِ
صَلَّى عَلَيْـهِ ذُو المِـلَا***َما هَطَلَتْ مُـزْنٌ عَلَـى
رَبْعٍ فَأُضْحَـى مُقْبِـلا***مِنْ كُلِّ نَـوْعٍ طَيِّـبِ
الغَمْـرُ مَـاءٌ غَــزُرَا***وَالغِمْـرُ حِقْـدٌ سُتِـرَا
وَالغَمْرُ ذُو جَهْلٍ سَـرَى***ِفيـهِ وَلَـمْ يُـجَـرَّبِ
تَحِيَّـةِ المَـرْءِ السَّـلامْ***وَاسْمُ الحِجَارَةِ السِّـلَامْ
وَالعِرْقُ فِي الكَفِّ السُّلَامْ***َروَوْهُ فِي لَفْـظِ النَّبِـي
أَمَّا الحَدِيـثُ فَالكَّـلامْ***وَالجُرْحُ فِي المَرْءِ الكِلَامْ
وَالمَوْضِعُ الصُّلْبُ الكُلَامْ***لِلْيُبْـسِ وَالتَّصَـلُّـبِ
الـحَـرَّةُ الحِـجَـارَهْ***وَالـحِـرَّةُ الـحَـرَارَه
وَالـحُـرَّةُ المُخْـتَـارَهْ***مِنْ مُحْصَنَاتِ العَـرَبِ
الحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيـمْ***َوالحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الكَرِيمْ
وَالحُلْمُ فِي النَّومِ النَّعِيـمْ***ِبالصَّـدْقِ أَوْ بِالكَـذِبِ
السَّبْـتُ يَـوْمٌ عُبِـدَا***وَالسِّبْتُ نَعْـلٌ حُمِـدَا
وَالسُّبْتُ نَبْـتٌ وُحِّـدَا***ِفي مَعَمَـرٍ أَوْ سَبْسَـبِ
وَشِدَّةُ الحَـرِّ السَّهَـامْ***وَلِلنِّبَـالْ قُـلْ سِهَـامْ
وَلِضِيَا الشَّمْسِ السُّهَـامْ***فِي مَشْـرِقٍ أَوْ مَغْـرِبِ
وَدَعْوَةُ العَبْـدِ الدُّعَـا***وَدِعْـوَةُ المَـرْءِ الدُّعَـا
وَدُعْـوَةٌ مَـا صُنِـعَـا***ِللأَكْلِ وَقْـتَ الطَّلَـبِ
الشَّرْبُ جَمْـعُ نُدَمَـا***َوالشَّرْبُ حَـظٌّ قُسِمَـا
وَالشُّرْبُ فِعْـلٌ عُلِمَـا***وَقِيـلَ مَـاءُ العِنَـبِ
الخَرْقُ مَا قَـدْ عَظُمَـا***َوالخِـرْقُ حُـرٌّ كَرُمَـا
وَالخُرْقُ حُمْـقٌ لَؤُمَـا***فَمِنْـهُ كُـنْ ذَا هَـرَبِ
عَدْلُكَ لِلْمَـرْءِ اللَّحَـا***وَنَشْرَةُ العُـودِ اللِّحَـا
وَجَمْـعُ لِحْيَـةٍ لُحَـا***بِالضَّمِّ وَالكَسْـرِ حُـبِ
القِسْطُ جُـورٌ رُفِضَـا***وَالقِسْطُ عَـدْلٌ فُرِضَـا
وَالقُسْطُ عُودٌ مُرْتَضَـى***مِـنْ عُرْفِـهِ المُطَيَّـبِ
العَـرْفُ رِيـحٌ طَيِّـبُ***َوالعِرْفُ صَبْـرٌ يُنْـدَبُ
وَالعُـرْفُ أَمْـرٌ يَجِـبُ***ِعنْدَ ارْتِكَـابِ الذَّنَـبِ
لِجَنَّـةٍ قُــلْ لَـمَّـهْ***َوشَـعْـرُ رَأْسٍ لِـمَّـهْ
وَجَمْـعُ نَـاسٍ لُـمَّـهْ***مَا بَيْنَ شَخْصٍ وَصَـبِ
المَسْكُ جِلْدٌ يَـا غُـلاَمْ***وَالمِسْكُ مِنْ طِيبِ الكِرَامْ
وَالمُسْكُ بِلُغَـةِ الطَّعَـامْ***َيكْفِي الفَتَى مِنْ نَشَـبِ
مَـلأَ دَمْعِـي حَجْـرِي***وَقَـلَّ فِيـهِ حِجْـرِي
لَوْ كُنْتُ كَابْـنِ حُجْـرِ***لَضَـاعَ مِنَّـي أَدَبِـي
قُلْ ثَلاَثَـةٌ فِـي صَـرَّهْ***َوقُـرَّةٌ فِـي صِــرَّهْ
وَخِرْقَـةٌ فِـي صُـرَّهْ***َمشْدُودَةٌ مِـنْ ذَهَـبِ
العُشْبُ يُدْعَى بِالكَـلاَ***َولِلْحِرَاسَـةِ الـكِـلاَ
وَجَمْـعُ كُلْيَـةٍ كُـلاَ***ِلكُـلِّ حَــيٍّ ذِي أَبِ
الـجَـدُّ وَالِــدُ الأَبِ***وَالجِـدُّ ضِـدُّ اللَّعِـبِ
وَالجُـدُّ عِنْـدَ العَـرَب***للبِيـرُ ذَاتُ الـخَـرَبِ
جَارِيَةٌ إِحْـدَى الجَـوَارْ***َومَصْدَرُ الجَـارِ الجِـوَارْ
وَرَفْعُ صَـوْتٍ الجُـوَّارْ***ِمنْ وَجَـعٍ أَوْ كَـرَبِ
وَدَارَهُ قَـدْ عَـمَـرَتْ***عِـمَـارَةً وَعَـمِـرَتْ
نَفْسُ الفَتَـى وَعَمُـرَتْ***َأرْضُكَ بَعْـدَ الخَـرَبِ
طَيْـرٌ شَهِيـرٌ الحَمَـامْ***وَالمَوْتُ قُلْ فِيهِ الحِمَـامْ
وَعَلَمًـا جَـاءَ الحُمَـامْ***عَلَـى فَتًـى مُنْتَسِـبِ
جَمَاعَـةُ النَّـاسِ المَـلاَ***وَقُـلْ أَوَانُهُـمْ مِــلاَ
وَلُبْسُهُـمْ هِـيَ المِـلاَ***مِـنْ عَبْقَـرٍ مُذَهَّـبِ
الشَّكْـلُ عَيْـنُ المِثْـلِ***وَالشِّكْلُ حُسْنُ الـدِّلاَ
وَالشُّكْـلُ قَيْـدُ الغـلِّ***مَخَـافَـةَ التَّـوَثُّـبِ
مُتَّصِلُ الرَّمْـلِ الرَّقَـاقْ***وَفِي مَسِيلِ المَا الرِّقَـاقْ
وَالخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَـاقْ***يُقَـالُ عِنْـدَ العَـرَبِ
وَسُـورُ لَيْـتٍ قَـمَّـهْ***َورَأسُ ثَــوْرٍ قِـمّـهْ
بِكَسْـرِ مَـا وَالقُمّـهْ***مَزْبَـلَـةٌ لِلْغَـشَـبِ
لاَ تَرْكَـنَـنَّ لِلـصُّـلِّ***وَلاَ تَـلِـدْ بِالـصَّـلِّ
وَاحْذَرْ طَعَـامَ الصُّـلِّ***وَانْهَضْ نُهُوضَ المُخْتَـبِ
ظَبْـيٌ كَحِيـلٌ الطَّـلاَ***وَالخَمْرُ قُلْ فِيـهِ الطِّـلاَ
وَطُلْيَـةٌ مِـنَ الـطُّـلاَ***جِيدُ الفَتَـى المُذَهَّـبِ
شَـجَّـةُ رَأْسٍ أَمَّــهْ***تُدْعَـى وَقَالُـوا إِمّـهْ
لِـعَـمَّـةٍ وَأَمَّـــهْ***مِـنْ عَجَـمٍ وَعَـرَبِ
أَمَّـا الغَـزَالُ فَالرَّشَـا***َوالحَبْلُ لِلدّلْـوِ الرِّشَـا
وَبـذْلُ مَـالٍ الرُّشَـا***ِلحَاكِـمٍ مُسْتَكْـلِـبِ
حَبُّ القَرَنْفُلِ الزَّجَـاجْ***وَزَجُّ الأَرْمَاحِ الزِّجَـاجْ
وَلِلْقَوَارِيـرِ الـزُّجَـاجْ***وَهُوَ سَرِيـعُ العَطَـبِ
كُنَاسَـةُ البَيْـتِ اللَّقَـا***َوالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِّقَـا
وَأَنْتَ أَحْقَـرْتَ اللُّقَـا***مِـنْ عَسَـلٍ بِاللَّهَـبِ
الحُمَـةُ اسْـمُ المَـنَّـهْ***وَالاِمْتِـيَـازُ الـمِـنَّـهْ
وَالقُـرَّة ُاسْـمُ المُـنَّـهْ***وَهِـيَ دَلِيـلُ القَلَـبِ
المَـنُّ لِلْمَـرْءِ الـقَـرَا***وَنُـزُلُ ضَيُـفٍ القِـرَا
وَجَمْـعُ قَرْيَـةٍ قُـرَى***كَمَـكَّـةٍ وَيَـثْـرِبِ
رِيـقُ الحَبِيـبِ الظُّلِـمُ***وَفِـي النَّعَـامِ الظِّلْـمِ
فَحْـلٌ وَأَمَّـا الظُّلْـمُ***فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَـبِ
القَطْرُ غَيْـثٌ سَاكِـبُ***وَالقِطْرُ صُفْـرٌ زَائِـبُ
وَالقُطْرُ عُـودٌ جَالِـبُ***مِنْ عِدَّةٍ فِـي المَرْكَـبِ
هَذَا تَمَـامُ شَـرْحِ مَـا***نَظَـمَ مَـنْ تَقَـدَّمَـا
مِـنْ أُدَبَـاءِ العُلَـمَـا***مُثَلَّـثَـا لِلْقُـطْـرُبِ
هَـذَّبَـهُ لِـلْـحِـبِّ***رَجَـاءَ عَفْـوِ الـرَّبِّ
عَمَّا جَنَى مِـنْ ذَنْـبِ***عَبْـدُ العَزِيـزِ المَغْرِبِـي
مُصَلِّـيًـا مُسَـلَّـمَـا***عَلَى رَسُـولِ الكُرَمَـا
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَـا***لاَحَ بَـرِيـقُ يَـثْـرِبِ
ليعلم أن ابن المستنير الشهير بقطرب لم ينظم شيئاً في المثلثات اللغوية ، وإنما مثلثاته المشهورة التي تنسب إليه عبارة عن تصنيف نثري ، لا يزال محفوظاً-من الضياع - في عالم المخطوطات.
وما جرت عليه العادة من النسبة إليه فمن باب الاختصار: نظم / متن / مثلث قطرب. وهذا ما أدى إلى الالتباس، فيظن أن له تصنيفاً شعرياً باسم المثلث. وليس الأمر كذلك!
فالرجاء عدم الخلط في نسبة النظم إلى قطرب ،والله أعلم.
فقد جمع قطرب كتابه في مثلث الكلام نثرا، وهو جزء صغير الجرم، كثير العلم، تتابع العلماء الأفاضل على الإضافة على ما بناه وسبق إليه، فكان له فضل السبق، ولهم شرف الإتمام، رحم الله الجميع.
قال الشيخ شرف الدين الأندلسي في مقدمة شرحه على نظم سديد الدين البهنسي لمثلث قطرب، نشره الأستاذ رضا السويسي 57 : هذا البيت ابتداء الكلام، وقد بلغني أن الإمام قطرب - رحمه الله تعالى - إنما ألفها منثورة، فلما وصلت إلى أبي بكر الوراق بمدينة البهنسا استحسنها ونظمها على هذا الأسلوب ....
وقد جاء اللبس لبعض المتأخرين الذين نسبوا النظم لقطرب؛ بسبب ما ذكرت من الاختصار في كلامهم، ثم بسبب بعض العبارات الموهمة من طرف بعض الكتَبَة، مثل ما ذكره صاحب كشف الظنون - وفي كتابه وهم كثير - قال 2/ 1586 : أول من وضع فيها المثلثات أبو علي محمد المستنير المعروف بقطرب النحوي المتوفى 206 ( وهي اثنتان وثلاثون بيتا، أولها :يا مولعا بالغضب ....
ثم تابعه على ذلك يوسف اليان سركيس الدمشقي في : معجم المطبوعات العربية والمعربة 1517، حيث قال : ( الأرجوزة القطربية - أو مثلث قطرب، منظومة في بضعة وستين بيتا، تحتوي على الألفاظ التي يختلف معناها باختلاف حركاتها، أولها :
يا مولعا بالغضب *** والهجر والتجنب
طبع موسوما بكتاب :
المثلث في اللغة بعناية الأستاذ ويلمار wilmar في مربورغ 1857، وطبعت الأرجوزة مع شرحها لبعض علماء اللغة في الجزائر سنة 1325.
كذا قالا، والصواب ما ذكرناه .
- وجيه الدين عبد الوهاب بن الحسين المهلبي البهنسي الشافعي فقيه نحوي، من قضاة الشافعية بمصر، له ترجمة مقتضبة في طبقات الشافعية للسبكي الصغير 8/317، وترجمه السيوطي في حسن المحاضرة، وفي بغية الوعاة، وكذا ابن العماد في الشذرات.
قال الفاضل أحمد الشرقاوي إقبال - رحمه الله - في معجم المعاجم 303 – 304 نظم المثلث القطربي لسديد الدين ... نظمه على طريقة التورية بألفاظ الغزل، في رجز مجزؤ مربع، وقفى رابع أشطاره على روي الباء المكسور، وقال فيه مبتدئا :
يا مولعا بالغضب *** والهجر والتجنب
في جده واللعب *** حبك قد برح بي
......
ثم ختم بقوله :
لما رأيت دله *** وهجره ومطله
نظمت في وصفي له *** مثلثا لقطرب
يوجد هذا النظم مخطوطا بالظاهرية .... الخ كلامه - رحمه الله -.
وعدد الكلمات المثلثة في ما صنفه قطرب اثنتان وثلاثون كلمة حسب شرحه النثري الذي نشره الأستاذ رضا السويسي، وهي في نظم سديد الدين ثلاثون كلمة فقط، فلا أدري أي الكلمات لم يدخله نظمه.
وبذا يكون عدد أبيات منظومة سديد الدين - ولا أدري كيف يعد العروضيون مجزؤ الرجز - أربعة و ستين بيتا، وهذا موافق لما جاء في شرح شرف الدين الأندلسي الذي نشره الأستاذ السويسي.
نَظْم الشيخ عبد العزيز المكناسي
نَظْم الشيخ عبد العزيز المكناسي - رحمه الله - هو أحد شروح نظم مثلث قطرب للمهلبي البهنسي، جعله على مثال الأصل بحرا ورويا، قال فيه :
وبعد فالمقصود ما *** نظمته شرح لما
قد كان قبل نظما *** مثلثا لقطرب
مقدما فتحا على *** كسر فضمّ مسجلا
سميته بالمورث *** لمشكل المثلث
طبع نظمه - أيضا - على الحجر بفاس ضمن مجموع المتون الكبير سنة 1317، ونشره محققا الفاضل عبد الله كنون بمجلة المناهل المغربية عدد 3 السنة الثانية 1975. انظر معجم المعاجم لأحمد الشرقاوي إقبال صـ 305.
كتاب نفيس اسمه " نهاية الأرب في مثلثات العرب "
الكتاب منظومة في المثلثات للشيخ حسن بن علي قويدر الخليلي < ت 1262 > رحمه الله.
نظمها من كامل الرجز مربعة في 1206 بيتا أوعى فيها 1331 من الكلمات المثلثات - وبعدّ الأستاذ رضا السويسي في دراسته عن مثلثات قطرب 983 كلمة - قال في أولها :
يقول من أساء واسمه حسن لكن له ظن بمولاه حسن
فكم لمولاه عليه من منن بالعد لا تدخل تحت الحصر
أحمد من قد زين الإنسانا باثنين أعني العقل واللسانا
ألهمه الإدراكا والبيانا والفم والنطق جماع الخير
......
وبعد فاعلم أن علم الأدب ملاكه فهم كلام العرب
هذاك بحر وهو عذب المشرب حصباؤه نفائس من در
وفي آخرها يقول:
والحمد لله الذي يسر ما أردته من جمع ما قد نظما
.......
واجتن من مثلثات العرب منظومة تدعى بنيل الأرب
بديعة ما عابها غير غبي هل يدرك المزكوم ريح العطر
قلت له إذ عاب نظمها الحسن يا غافلا لم ينتبه من الوسن
تأخذ مني جوهرا بلا ثمن وتجتلي بكرا بغير مهر
وبعد ذا تعمد للنبال ترشقني بها ولا تبالي
هذا جزاء سهر الليالي لاجل أن أهديك بنت فكري
لكن لك العذر فذا عصر فسد وكل سوق أدب فيه كسد
وأهله قد طبعوا على الحسد فبغض أهل العلم أمر قسري
خذها ودع يا صاحبي تأبيخي تضيء مثل كوكب المريخ
قد ختمت بأحسن التاريخ فاقت بنورها عقود الدر
طبع كتاب < نيل الأرب > ببولاق 1302، وأعيد طبعه بالهند 1319.
عن < معجم المعاجم > للشرقاوي إقبال 313 -314 .
نفحة الأكمام في مثلث الكلام و منظومة / طرفة الربيع في نظم أنواع البديع/ و منظومة / حسن البيان في نظم مشترك القرآن / كلها للشيخ عبد الهادي بن رضوان بن محمد نجا الأبياري المتوفي 1305 رحمه الله.
والمنظومة أرجوزة مربعة قفي رابع أشطارها على روي الراء المكسور، عدد أبياته حسب قول الأستاذ الشرقاوي إقبال 1763 ، والكلمات المثلثة 898 كلمة، طبعت بمصر سنة 1276، وكذلك هي مؤرخة في النسخة التي بين يدي.
قال في أولها :
يقول الابياري عبد الهادي نجا نجا من كل خطب عادي
حمدا لمن والى على العباد آلاءه فما وَفوْا بالشكر
سبحانه جلّ عن التثليث إذ ليس يعتريه من ترييث
وجلّ عن نقص وعن تحثيث وكيف وهو ذو العلا والقهر
ومنها قوله في أول حرف الغين :
ومصدرا من غب جاء الغَبُّ وآخر الشئ فذاك الغِب
وغامض من الآراضي الغُب والبحر ان يضرب لشط البر
وحدّ سيف شق ارض غَرُّ واسم الصغير لم يجرب غِرُّ
وجاء في جمع اغر غُرُّ ما ابيض أو يوم شديد الحر
و قال في آخرها :
وهذه نفحة اكمام اللغهْ فاحت ولاحت مثل شمس بازغه
تختال في ثوب بديع سابغه كأنها غيد بدت من خدر
فاقت بفضل الله كل ما نظم في ذلك الباب مثلث الكلم
وان يكن في ضمنها شئ سئم فان لي فيه شديد عذر
فإن دهري عضني بنابه حتى توالى بي جليل خطبه
وقلما كأس صفا بشربه أفيق من سكرة هذا الدهر
القصيدة التالية معروفة بـ ( مثلث قطرب ) لسديد الدين البهنسي ومدمجة مع شرح
بن زريق للمثلثة
إذا أردت أن تستمع بمعانيها يجب عليك قراءة كل بيت والتفكر
في معاني الكلمة المثلثة ثم الاطلاع على شرح ابن زريق
والمقصود بالمثلثة ما كان في أول حرف منها فيقرأ مرة بالفتح
ومرة بالكسر ومرة بالضم
على سبيل المثال كلمة غمر
تقرأ في المرة الأولى بالفتح / غَمر /
وفي الثانية بالكسر / غِمر /
وفي الثالثة بالضم / غُمر /
وفي كل مرة سيساعدك ابن زريق على ترجمة معنى كل مصطلح
البيت الأول من القصيدة المثلثة لم يتعرض له الشارح بشئ
يا مولعا بالغضبِ *** والهجر والتجنبِ *** هجرك قد برح بي *** في جده واللعبِ
بعد ذلك ستجد كل بيت من نظم متن مثلث قطرب يليه بيت من
قصيدة ابن زريق .
يا مولعا بالغضبِ *** والهجر والتجنبِ *** هجرك قد برح بي *** في جده واللعبِ
إن دموعي غَمر *** وليس عندي غِمر *** فقلت يا ذا الغُمر *** أقصر عن التعتبِ
بالفتح ماء غمرا *** والكسر حقد سترا *** والضم شخص ما درى *** شيئا ولم يجرب
بدا فحيا بالسَّلام *** رمى عذولي بالسِّلام *** أشار نحوي بالسُّلام *** بكفه المخضبِ
بالفتح لفظ المبتدي *** والكسر صخر جلمد *** والضم عرق في اليد *** قد جاء في قول النبي
تيم قلبي بالكَلام *** وفي الحشا منه كِلام *** فصرت في أرض كُلام *** لكي أنال مطلبي
بالفتح قول يفهم *** والكسر جرح مؤلم *** والضم أرض تضرم *** من شدة التصلب
ثبت بأرض حَرَّة *** معروفة بالحِرة *** فقلت يا ابن الحُرة *** إرث لما قد حل بي
بالفتح للحجارة *** والكسر للحرارة *** والضم للمختارة *** من النسا في الحجب
جد فالأديم حَلْم *** وما بقي لي حِلْم *** وما هما لي حُلم *** مذ غبت يا معذبي
بالفتح جلد نقبا *** والكسر عفو الأدبا *** والضم في النوم هبا *** حلم كثير الكذب
حملت يوم السَّبت *** إذ جاء محذي السِّبت *** على نبات السُّبت *** في المَهْمَهِ المستصعب
بالفتح يوم وإذا *** كسرته فهو الحذا *** والضم نبت وغذا *** إذا مشى في الربرب
خدد في يوم سَهام *** قلبي بأمثال السِهام *** كالشمس ترمي بالسُهام *** بضوءها واللهب
بالفتح حر قويا *** والكسر سهم رميا *** والضم نور وضيا *** للشمس عند المغرب
دعوت ربي دَعْوة *** لما أتى بالدِعوة *** فقلت عندي دُعوة *** إن زرتني في رجب
بالفتح لله دعا *** والكسر في الأصل ادعا *** والضم شئ صنعا *** للأكل عند الطرب
كأن ما بي لَمَّة *** مذ شاب شعر اللِمة *** وما بقي لي لُمة *** ولا نقي من نصب
بالفتح خوف الباس *** والكسر شعر الراس *** والضم جمع الناس *** ما بين شيخ وصبي
لما أصاب مَسكي ***فاح عبير المِسك *** فكان منه مُسكي *** وراحتي من تعب
بالفتح ظهر الجلد *** والكسر طيب الهند *** والضم ما لا يبدي***من راحة المستوهب
مَلَت دموعي حَجْري ***وقل فيه حِجري *** لو كنت كابن حُجر *** لضاق فيه أدبي
بالفتح حجر الرجل *** والكسر جمع العقل *** والضم اسم النقل *** لرجل منتسب
ناول برد السَّقْط *** من فيه عين السِّقط *** فلاح رمل السُّقط ***وميضه كالشهب
بالفتح ثلج وبرد *** والكسر نار بسند*** والسقط بالضم الولد *** قبل تمام الإرَبِ
وجدته كالقَمَّة *** في جبل ذي قِمة *** مُطَرَّحُُ كالقُمة ***فقلت هذا مطلبي
بالفتح أخذ الناس *** والكسر أعلى الراس *** والضم للإنكاس *** من المكان الخرب
هذي علامات الرَّقَاق *** فانظر إلى أهل الرِّقاق *** هل ينطقوا قبل الرُّقاق *** بالصدق أم بالكذب
بالفتح رجْل متصل *** والكسر خبز قد أ ُكِل ***والضمِ أرض تنفصل *** على أمام النصب
لا تركنن للصَّل ***ولا تثق بالصِّل ***واحذر طعام الصُّل *** وانهض نهوض المجدب
صوت الحديد صرصرا *** وحية إن كسرا ***والماء إن تغيرا ***بضمها لم يشرب
يسفر عن عين الطَّلا ***وجنة تحكي الطِّلا ***وجيده من الطُّلا *** غيدا ولم تحتجب
بالفتح أولاد الظِّبا *** والكسر خمر شُربا ***والضم جيد ضُربا *** بحسنه جيد االظبي
أتيته وهو لَقا *** فبش بي عند اللِقا ***وقال أطعمني لُقا *** فذاك أقصى إربي
بالفتح كنس المنزل *** والكسر للحرب قلي *** والضم ماء العسل *** عقدتَه باللهب
دياره قد عمرت *** ونفسه قد عمرت *** ورأسه قد عَمُرت *** من بعد رسم خرب
بالفتح فيه سكنا *** وكسرها نال الغنى *** والضم مهما أمعنا *** في حرثه المجرَّب
صاحبني وهو رَشا *** كصحبة الدلو الرِّشا *** حاشاه من أخذ الرُّشا *** في الحكم أو للريَب
بالفتح للغزال *** والكسر للحبال *** والضم بذل المال *** للحاكم المستكلب
الريق منه كالزَّجاج *** ولحظه يحكي الزِّجاج *** والقلب مني كالزُّجاج *** واد سريع العطب
بالفتح للقرنفل *** والكسر زج العسل *** والضم ذاك الشغل *** من الزجاج الحلبي
للذع ألف مَـنَّة *** و.....؟؟؟مِـنَّة *** من كان فيه مُـنَّة *** فليسترح بالهرب
بفتحها للحية *** وكسرها للهبة *** وضمها للقوة *** وهو دليل الغلب
ذلفت نحوَ الشَّرْبِ *** فلم أدِرْ عن شِربي *** فانقلبوا بالشُّرب *** ولم يخافو غضبي
بالفتح جمع الأشربة *** والكسر ماء شرِبه *** والضم ماء العِنبة *** عند حضور العِنب
رام سلوك الخَرْقِ *** مع الطريق الخِرق *** إن بيان الخُرق *** عند ركوب السبب
بالفتح أرض واسعة *** والكسر كف هامعة *** والضم شخص ما معه *** شئ من التهذب
زاد كثيرُُ في اللَّحَى *** من بعد تقصير اللِحى *** لما رأى شيب اللُحى*** صرم حبل النسب
بالفتح قول العُذَّلِ *** والكسر لحي الرجل *** والضم شعرات تلي *** لحي الفتى والأشيب
سار مجدا في الملا *** وأبحر الشوق ملا *** ولِبسه من الملا *** فقلت يا للعجب
بالفتح جمع البشر *** والكسر ماء الأبحر *** والضم ثوب العبقري *** مرصع بالذهب
شاكلني بالشكل *** تيمني بالشكل *** وغلني بالشكل *** في حبه والحزب
بالفتح مثل المثل *** والكسر حسن الدل *** والضم قيد البغل *** خوفا من التوثب
صاحبني في صرتي *** في ليلة ذي صرة *** وما بقي في صرتي *** خردلة من ذهب
بالفتح جمع الوهد *** والكسر كثر البرد *** والضم صر النقد *** في ثوبه بالهدب
ضمنته نبت الكلا *** بالحفظ مني والكلا *** فسد قلبي والكلا *** عمدا ولم يراقب
بالفتح نبت للكلا ***والكسر حفظ للولا *** والضم جمع للكلى *** من كل حي في
صارحني بالقسط *** ولم يزن بالقسط *** في فيه عرق القسط *** وعنبر المطيب
بالفتح جار في القضا *** والكسر عدل يرتضى *** والضم عود قبضا ***رخاوة للعصب
ظبي ذكي العرف *** وآخذ بالعرف *** وآمر بالعرف *** سام رفيع الركب
بالفتح عرف طيب ***والكسر صبر يندب *** والضم قول يعجب ***عند ارتكاب الريب
عال رفيع الجد *** أفعاله بالجد *** لقيته بالجد *** كالمعطل المخرب
بفتحها أب الأب *** والكسر ضد اللعب *** والضم بعض القلب *** كان لبعض العرب
غنى وغنته الجوار *** بالقرب مني والجوار *** فاستمعوا صوت الجوار *** ثم انثنوا بالطرب
بالفتح جمع جارية *** والكسر جار داريه *** والضم صوت الداعية *** بويلها والحرب
فأم قلبي أمة *** عند زوال الإمة *** فاستامعوا يا أمة *** بحقكم ما حل بي
بالفتح شيب الرأس *** والكسر ضد الباس *** والضم جمع الناس *** من عجم أو عرب
قولوا لأطيار الحمام *** يبكينني حتى الحمام *** أما ترى يا ابن الحمام *** ما بالهوى من طرب
بالفتح طير يهدُر *** والكسر موت يُـقدر *** والضم شخص يُذكر *** بالاسم لا باللقب
وَرَّثَ ضعفا بالقَرى *** منها معان بالقِرى *** وذاك في غير القرى *** فكيف عند العرب
بالفتح ظهر الوهْد *** والكسر طعم الوفْد *** والضم جمع البلَد *** كمكة أو يثرب
من لي بأصل الظلم *** أو اصطياد الظلم *** ما عنده من ظلم *** ولا مقال الكذب
بالفتح للأسنان *** وللنعام الثاني *** والظلم للإنسان *** مجلبة للغضب
كالقطر جود كفه ***والقطر سيل حتفه *** والقطر ماء أنفه *** وخده للذهب
بالفتح ضيف سكبا *** والكسر صهر ذو إبا *** والضم عود جلبا *** من عدن في المركب
لما رأيت دله *** وهجره ومطله *** رضيت من حبي له *** مثلثا لقطرب
وابن زريق نظما ***شرحا لما تقدما ***فربما ترحما ***عليه أهل الأدب
أديت فيه واجبي *** في خدمة المخالب *** أحمد ذي المواهب *** وذي الوجارالطيب
من جاءه وأمله *** ينال منه أمله *** يسعد من قد وصله *** من أهل علم الأدب
إما لبحث بحثه *** أو لاختراع أحدثه *** في شرح ذي المثلثة *** بلفظه( بنظمه) المهذب
مصليا مسلما *** على النبي كلما *** رقرق برق أو هما *** بالودق مجري السحب
هذا جمع بين نظم متن مثلث قطرب لسديد الدين البهنسي ، وشرح هذا النظم نظما لمحمد بن علي بن إبراهيم ابن زريق ت 977
وقد جاء في آخره قوله :
وابن زريق نظما ***شرحا لما تقدما ***فربما ترحما ***عليه أهل الأدب
وأصل الكلام - كما هو واضح - نظم ابن زريق شرحا ...
ويوجد شرح ابن زريق هذا مخطوطا في برلين وفيينا والأمبروزيانا، كما أفاده أحمد الشرقاوي إقبال - رحمه الله - 306. وانظر بروكلمان 2/462 طبعة الهيئة المصرية للكتاب، و2/141 طبعة المعارف. وفيه وفاة ابن زريق ( 803 ).
وأحمد المخالبي الذي أهدى له ابن زريق النظم لم يعرفه العلامة الزركلي، كما قاله في الأعلام عند ترجمة قطرب.
وقد شرح نظم البهنسي لمثلث قطرب نثرا ونظما جماعة؛ ذكر طائفة منهم الأستاذ أحمد إقبال 304 - 306.
هذه المنظومة لسديد الدين أبي القاسم عبدالوهاب بن الحسين الوراق البهنسي الشافعي ، ت685هـ ، مع شرح محمد بن علي بن إبراهيم المعروف بابن زريق ، ت977هـ