السكّري
توجد مادة السكر طبيعياً في الدم وتشكل مصدر الطاقة التي تستعملها الخلايا لتقوم بوظائفها وذلك بمساعدة مادة الأنسولين التي تفرزها البنكرياس. وفي داء السكري يبطل استعمال الجسم للسكر بشكل تلقائي فترتفع كميته في الدم بينما تجوع الخلايا من حاجتها إليه. ومن جهة أخرى يضر هبوط السكر في الدم نتيجة ارتفاع كمية الأنسولين بخلايا الدماغ بسرعة فائقة.
وتتم السيطرة على ارتفاع السكر في الدم بواسطة تنظيم الأكل والتقليل من أكل السكاكر والنشويات أو بواسطة أخذ الحبوب وفي الحالات الشديدة بواسطة أخذ إبر الأنسولين.
غيبوبة السكر والأنسولين:
يصبح مريض السكري في حالة طارئة بسبب غيبوبة السكر أو هبوطه من خلال صدمة الأنسولين.
غيبوبة السكر: لا تستطيع الخلايا استعمال السكر رغم ارتفاعه الكبير في الدم لعدم كفاية الأنسولين فتستعيض الخلايا عن السكر باستعمال المواد الدهنية كمصدر للطاقة أو الحرارة. وينجم عن ذلك تراكم مواد حمضية في الدم مما يؤدي إلى غياب السكر. ومما يؤدي إلى هذه الحال هو إما أن المريض أكل أكثر من اللازم أو أنه لم يأخذ جرعة الأنسولين اللازمة أو أنه تعرض للالتهاب.
أعراض غيبوبة السكر:
1- رائحة النفس تبدو حلوة أو فاكهية (رائحة سيتونية أو خلينية).
2- الجلد يبدو دافئاً وناشفاً.
3- النبض سريع وضعيف.
4- التنفس سريع وعميق وكأن المريض بحاجة إلى كمية أكبر من الهواء.
5- الغيبوبة ربما تكون خفيفة أو عميقة.
جدول 1-32 العلامات التشخيصية لحالات السكري الطارئة.
هبوط السكر: ينجم عن أن المريض أعطي من الأنسولين أكثر مما يجب، أو أنه لم يأكل كفاية أو أنه تعرض لإرهاق جسدي، فينتقل السكر إلى الخلايا ولا يبقى منه في الدم الكفاية لاستعمال الدماغ فتحدث غيبوبة وربما يحدث ضرر دائم في الدماغ.
وأعراض انخفاض السكر هي: -
1- يصبح الجلد رطباً شاحب اللون.
2- النبض قوي وسريع.
3- التنفس العادي. (مظاهر الحالات الطارئة في داء السكري الجدول في نهاية الكتاب)
4- دوخة وألم في الرأس.
5- إغماء ونوبة ثم غيبوبة.
التشخيص والعلاج: عندما يصحب مريض السكري في حالة طارئة ربما يكون من الصعب التفريق بين ما إذا كان السكر في الدم قد ارتفع أو انخفض كثيراً. والفروقات مذكورة في الجدول (1-32).
أما إذا كان المريض لم يدخل حالة الغيبوبة بعد فقد يستطيع ضابط الإسعاف الحصول على معلومات إذا وجه إليه أو إلى أهله السؤالان التاليان:
أ- هل أكلت اليوم؟
ب- هل أخذت جرعة الأنسولين اليوم؟
فإذا كان قد أكل دون أن يأخذ جرعة الأنسولين فيكون الاحتمال الأكبر أنه يدخل حالة ارتفاع الكسر. أما إذا كان أخذ الأنسولين دون أن يأكل فالاحتمال الأكبر أنه يدخل حالة هبوط الكسر. وحالة الغيبوبة مع نوبات تدل بالأكثر على هبوط السكر.
أما المطلوب من ضابط الإسعاف في باب العلاج فهو:
1- حالة هبوط السكر تستوجب إعطاء المريض السكر بأقصى سرعة بالفم أو بالوريد بناء على حالته.
2- حالة الغيبوبة وارتفاع السكر تحتاج إلى الأنسولين وعلاجات أخرى وتستوجب الانتقال السريع إلى المستشفى.
3- على ضابط الإسعاف البحث في محفظة المريض وحاجياته عن أية بطاقة أو شيء يدل على مرض سابق أصيب به.
وبما أنه يصعب في أكثر الأحيان تحديد نوع الغيبوبة يكون من الأفضل إعطاء السكر لمريض السكري وهو في حالة الغيبوبة، طالما وأن انخفاض السكر لغيبوبة السكر لا يغير الكثير في مجرى الأمور، وإذا كان المريض لا يستطيع أخذ السكر بفمه يجب وضع قالب صغير من السكر تحت لسانه أو إعطائه المحاليل السكرية في الوريد وفي نفس الوقت الاستعداد لنقله إلى المستشفى بالسرعة القصوى.
