لقد ثبت اليوم بالعلم الحديث ، ان الصلاة المصحوبة بتدبر العقل وخشوع القلب، ذات فوائد جمة ، منها صحية .. جسدية.. عقلية ونفسية، فضلا عن فوائدها الاخلاقية والاجتماعية.
يقول الله تعالى : «يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون» الحج 77، ويقول البارىء للنبي محمد (ص): «فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين» الحجر 98.
وأشارت دراسة امريكية الى وجود فوائد روحية وجسمية وأخلاقية كبيرة للصلاة ومن يواظب عليها، وقد جاء الاكتشاف هذه المرة من جهة غير مؤيدة لتلك العادة.
اذ اكتشف الباحثون في المركز الطبي لجامعة (بيوك) الامركية ، أن الاشخاص الذين يواظبون أشد نشاطا من اولئك الذين يفعلون ذلك.
ويرى هؤلاء ان العبادة تقوي المناعة بتشجيع المرء على الصبر وتحمل المصائب بروح سمحة راضية.
فالصلاة نظافة وتحمل، بما اشترطه تعالى لصحتها من نظافة الجسم والثياب والمكان، اذ يقول عزوجل: «وثيابك فطهر والرجز فاهجر» المدثر4.
والصلاة تربية خلقية، تدفع الى الخير وتبعد عن الفحشاء والمنكر، لقوله تعالى: «ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر» العنكبوت 45.
وعندما يوصي لقمان ابنه، يثني بالامر بالمعروف بعد طلبه منه اداء الصلاة: «يابني اقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر» لقمان 17
والصلاة عبادة روحية ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في اليوم خمس صلوات لينتزع الانسان نفسه من دنيا المادة، يقول الدكتور الحائز على جائزة نوبل في الطب والكسيس كاريل، «الصلاة كمعدن الراديوم مصدر للاشعاع، ومولد ذاتي للنشاط.. حين نصلي نربط أنفسنا بالقوة العظمى المهيمنة على الكون..
ولن تجد احدا ضرع الى الله مرة الا عادت عليه الضراعة بأحسن النتائج» ولذلك تقول الأيات المباركات: «ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون » المعارج 20-22
وهذه العبادة الروحية تتجلى آثارها كثيرا في الجانب النفسي لكل مصلٍ يتقن اداؤها بجوارجه وقلبه وعقله، منها الصفاء الذهني ، والتركيز الفكري، فعندما يهرع الانسان الى الصلاة تتنازعه افكار عدة .. يحاول طردها بالخشوع واستحضار عظمة الله، مما يجعل من الصلاة فرصة ثمينة للدماغ يرتاح فيها من عناء التفكير الدنيوي ويركز في أمر واحد، يمدح الله المصلين بقوله: « قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون» المؤمنون 1 - 2
وهذه الحال تتكرر عدة مرات في اليوم والليلة، وهذا الصفاء والتركيز يجعلان الانسان قادرا على العمل بفاعلية افضل وتعيد فكرة حيويا اكثر.
ومن الثمار الروحية النفسية للصلاة، ذلك ، الاطمئنان النفسي الذي يبعد عن الانسان الخوف والقلق وغيرهما من الامراض النفسية، يقول تعالى : «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله . الا بذكر الله تطمئن القلوب» الرعد 25