سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز : السؤال : كثيرًا ما نسمع عن مصطلحات مثل : [ الإرهاب ، والتطرف ] ، ويتكلم في ذلك من هب ودب ، فما هو المعيار الصحيح لذلك ؟
أي : معنى هذه المصطلحات ، أو بمعنى آخر : متى يكون الرجل [ إرهابيًا أو متطرفًا ] !؟
الجواب : التطرف الأخذ بالرخص التي لا وجه لها ولا دليل عليها .
والإرهاب كونه يتعدى على الناس بالضرب أو بالقتل بغير حق ، بغير دليل ، بل على جهل وقلة بصيرة ، هم الإرهابيون الذين يقتلون الناس بغير حق وبغير حجة شرعية ، فيغيرون على الناس أمنهم ويسببون المشاكل بينهم وبين دولهم ، هؤلاء هم الإرهابيون .
أما من أمر بالمعروف أو نهى عن منكر حسب طاقته فليس من الإرهابيين ، يأمر بالمعروف حسب طاقته مع أهله ، مع أولاده بيده ، في سلطانه ، كونه أميرًا أو رئيس هيئة ، أو موظفًا ، فإنه مأمور حسب ما أمر به ، حسب ما عنده من الصلاحيات ، والذي لا يستطيع ينكر بلسانه .
يا عبد الله ! اتق الله ، هذا لا يجوز ، هذا واجب عليك ، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن ، كما قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .
قال تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) .
فإن عجز فبقلبه ، يكره بقلبه ولا يحضر المنكر ، فالذين يقتلون الناس ويضربون الناس بغير وجه شرعي هؤلاء هم الإرهابيون ، هم المفسدون ، هم الذين يخلّون بالأمن ويفسدون على الناس مجتمعاتهم ، ولكن لا يغير بيده إلا إن كان عنده صلاحية من جهة ولاة الأمور ، وإلا فليرفع الأمر إلى ولاة الأمور ، إذا رأى منكر وعجز عنه يرفع الأمر إلى ولاة الأمور ، ولكن ينصح بالكلام والدعوة إلى الله والترغيب والترهيب ، أما مع أهل بيته ، مع زوجته مع أولاده ، مع من تحت سلطانه فلا بأس به ، له الأمر باليد حسب ما عنده من الصلاحية