روى الشيخان عن أبي هريرة t عن النبي r ، قال: ((الرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ([1]) بُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ))([2]).
وروى ابن ماجه عن عوف بن مالك t عن رسول الله r قال: ((إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ([3]) مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ))([4]) .
هذا ويرى الحافظ ابن حجر -رحمه الله- أن الحصر ليس مرادًا في قوله: ((ثلاث)) فأضاف أنواعًا أخرى .
· تلعُّب الشيطان: فقد ثبت عند مسلم من حديث جابر قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِلأَعْرَابِيِّ: لا تُحَدِّثْ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ، قَالَ جابر: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَخْطُبُ فَقَالَ: لا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ))([5]) .
· رؤيا ما يعتاده الرائي في اليقظة: كمن كانت عادته أن يأكل في وقت فنام فيه، فرأى أنه يأكل، أو بات طافحًا من أكل أو شرب، فرأى أنه يَتَقَيَّأ، وبينه وبين حديث النفس خصوص وعموم .
· الأضغـاث([6]) يعنِي: الأحلام الملتبسة التِي تشبه الرؤيا الصادقة وليست بِهَا ولا يصح تأويلها لاختلاطها .
والحق أن الأنواع التي أضافها ابن حجر يمكن أن تندرج تحت الأنواع الثلاثة الأولى، ومن ثَمَّ يكون الحصر مرادًا في حديث النبي r .
يقول حافظ أهل المغرب أبو عمر بن عبدالبر -رحمه الله-: وقد قسَّم رسول الله r الرؤيا أقسامًا تغني عن قول كل قائل