من اعتاد قضاء رمضان في غير بلاد المسلمين ، هل يكون آثماً ؟
هذا فيه تفصيل ، فالمسلم يفرح بقدوم رمضان ، ويسر بإدراكه له وهو في بلاد المسلمين ؛ لما لرمضان في بلاد المسلمين من مظاهر لا يحس بها ولا يشعر بها من هو في خارج بلاد الإسلام ، إنه يرى المصلين وكثرتهم وتنافسهم في الطاعة فيزداد نشاطاً وقوة ورغبة في الخير . أما من كان في غير بلاد الإسلام ، فإنه على خطر من أن ينقص ثوابه ؛ لقلة أعماله الصالحة أو يكسب إثماً بسبب ارتكابه جرماً ، وقد يزداد من المعاصي بسبب بعده عن أهل الخير ، وقربه من أهل الشر والواجب على من اعتاد ذلك تقوى الله ، وأن يدع هذه العادة ، ويصوم رمضان في بلاد المسلمين ، لكن إذا كان صيامه في غير بلاد المسلمين لعمل مشروع ، كالدعوة إلى الله وإمامة المسلمين في الصلوات وغير ذلك من أعمال الخير فذلك مما يؤجر عليه المسلم ويثاب ، وقد يحصل له بذلك من الأجور أكثر مما يحصل له في بلاد المسلمين ؛ لما قام به من الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير مع التحفظ من كل شر .
والله الموفق سبحانه .