اضطرابات الأكل النفسية
الأميرة ديانا ابتليت بهذا المرض وشفيت منه
الدكتور: جابي كيفوركيان
يصيب هذا المرض اكثر ما يصيب النساء، ولا تستثنى منه الأميرات. فديانا، اميرة مقاطعة "ويلز" البريطانية الراحلة، اصيبت به، بعد زواجها غير السعيد بالأمير تشارلز. وقد هزلت الأميرة المحبوبة من قبل البريطانيين هزلاً كبيراً في العام 1987، بسبب معاناتها من القهم العصابي. وبفضل العلاج المكثف خرجت من حالتها المرضية شبه معافاة. وعند موتها كانت في مرحلة النقاهة. ولم تخف الراحلة الشابة مرضها، بل اعلنت على الملأ أنها تعاني من اضطرابات الأكل النفسية، وأنها ستساعد النساء اللواتي يصبن به.
فما أسباب هذا المرض؟ وكيف يعالج؟
تتميز اضطرابات الأكل Eating Disorders غير العائدة إلى أسباب عضوية، بأنها اضطراب سلوكيات الأكل بسبب الخوف المفرط من البدانة، والاهتمام بشكل الجسم وصورته، وهي أكثر شيوعاً عند الإناث منها عند الذكور بنسبة كبيرة جداً. وعليه سنتناول الموضوع على أنه مرض نفسي خاص بالاناث.
والاضطرابات هذه تقسم الى قسمين اساسيين:
القهم العُصابي Anorexia Nervosa.
النُهام العُصابي Bulimia Nervosa.
والأسباب التي تقف وراء اضطرابات الأكل النفسية ما زالت غير معروفة، غير أنه مثلها مثل الاضطرابات النفسية الأخرى، فهنالك عدة عوامل تلعب دورها في تطور هذه الإضطرابات، وهي: العوامل البيولوجية والنفسية والوراثية والسلوكية والاجتماعية والثقافية. فعلى سبيل المثال لا الحصر فبالنسبة للعامل الأخير، فقد أشارت دراسة قام بها فريق من العلماء بقيادة العالم مهلر Mehler، سنة 1997، الى أن لبعض الفئات في المجتمع القابلية للإصابة باضطرابات الأكل، أكثر من غيرها من الفئات، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الراقصات وعارضات الأزياء وممثلات المسرح والسينما ومضيفات الطيران والرياضيين (الرياضيات)، مثل العداءين والغطاسين والجمنازيين والمتزلجين وراكبي الدراجات الهوائية وراقصات الباليه.
القَهَم العُصابي
يُعرف القَهم العصابي بأنه مرض نفسي، يتميز برفض المريضة المحافظة على وزن جسمها عند الحد الطبيعي الأدنى أو فوق ذلك. وخوفها المفرط من زيادة وزن جسمها. ويتميز ايضاً برفض المريضة الأكل المتعمد والحمية القاسية المؤدية إلى الهزال والضعف الجسماني.
انتشار المرض:
ان القهم العصابي اكثر شيوعاً عند الإناث منه عند الذكور بنسبة 20 إلى 1. وباستطاعتي ان أقول ان 95% من مرضى القهم العصابي هم من الإناث، ويسود عادة في سن المراهقة المتوسطة حتى سن العشرينيات.
وتبلغ ذروته في سن 17 عاماً. غير أن ذلك لا ينفي وجوده قبل أو بعد هذه الأعمار. ففي دراسة اجريت في بريطانيا، قبل عشرة أعوام، تبين ان الإصابة بهذا المرض من الممكن ان تبدأ من سن 8 سنوات حتى سن 40 عاماً. وتتراوح النسبة الانتشارية لهذا الاضطراب بين المراهقات من 0,5% إلى 1%.
الصورة السريرية:
يتميز القهم العُصابي بالخوف المفرط من السمنة (البدانة) وقيام المريضة بتخفيض وزن جسمها عمداً وبارادتها، وذلك تحت الحد الأدنى للوزن الطبيعي، بحيث قد تصل نسبة فقدان الوزن من 25 إلى 85% من معدل الوزن الطبيعي، وذلك قياساً بطول الجسم مما يؤدي بدوره الى الهزل والوهن واحياناً الموت جوعاً.
وعادة ما تلجأ المريضة الى الاقلال من تناول الطعام، أو حتى الامتناع شبه الكامل عن التغذية، وتقوم بممارسة الرياضة القاسية. كل ذلك يؤدي الى نوبات من الإغماء. وقد تؤدي الحمية الخالية من الدهنيات والنشويات الى هبوط في نسبة الزلال Protein في الدم، مما يؤدي الى تورم الكاحلين. وقد تلجأ الفتاة إلى الافراط في استعمال الملينات والأدوية المدرة للبول بهدف التخفيف من وزن جسمها، مما يؤدي الى هبوط في نسبة البوتاسيوم في الدم، كذلك فقد يؤدي التقيؤ المتعمد الى هبوط البوتاسيوم في الدم. ونقص البوتاسيوم في الجسم يؤدي إلى تشنجات عضلية، وعدم انتظام دقات القلب.
وتتطور عند المريضة سلوكيات غير سوية. فمثلاً تقوم بتبديد معظم وقتها في اختيار نوعية طعامها، وحساب السعرات الحرارية التي يحتويها. كذلك فانها تستمتع باعداد الطعام لها ولاعضاء عائلتها، غير أنها تمتنع عن تناوله. وفي كثير من الأحيان تلجأ الى الخداع، فتتظاهر بانها تتناول الطعام، غير أنها تستغل أقرب فرصة ممكنة للتخلص منه، مثل اخفائه داخل ثيابها، او في اماكن مختلفة داخل البيت، وذلك في حالة عدم تمكنها من رميه في سلة المهملات. كذلك فانها قد ترتدي ثياباً ثقيلة، او تقوم باخفاء مواد ثقيلة داخل ثيابها، بهدف الخداع اثناء قيام الشخص المعالج بوزن جسمها.
وتمضي معظم وقتها أمام المرآة متفحصة اجزاء جسمها المختلفة، وخصوصاً الفخذين، والبطن والنهدين، وذلك خوفاً من السمنة، وتقوم بوزن جسمها عدة مرات في اليوم الواحد. عدا ذلك فانها تتردد على الأطباء، أو الصيدليات، طالبة للعقاقير أو المستحضرات الكابحة للشهية. ونتيجة للهبوط الملحوظ في الوزن، تنشأ عند المريضة حالة من انقطاع الطمث Amenorrhoea غير الطبيعي والمتواصل (اكثر من ثلاث دورات متتالية) وقد يكون انقطاع الدورة الشهرية من الأعراض الأولى للقهم العصابي، الذي بسببه تلجأ المريضة أو أهلها الى الطبيب طالبين المشورة، دون اعطاء أهمية للمرض ذاته. والتفسير العلمي لانقطاع الطمث هو انخفاض نسبة هرمون الأوستروجين في الدم، والعائد إلى قلة انتاج الغدة النخامية Pituitary Gland لهرموني LH, FSH الذي يُؤدي بدوره لانقطاع الدورة الشهرية.
ولدى فحص المريضة يتبين لنا وجود شعر ناعم وأملس على صدرها وبطنها، وتكون المريضة شاحبة اللون أو مزرقّة Peripheral Cyanosis، مع ضمور الثديين والعضلات الهيكلية، وجلد جسمها جافاً وأحياناً يكون أصفر اللون او بلون الجزر، وذلك بسبب ارتفاع نسبة صبغ الكاروتين (جزرين) في الدم Hypercarotinaemia وتعرف هذه الحالة باسم الجزرنة Carotinosis. ومن الملفت للنظر أن صلبة العين Sclera تبقى بيضاء اللون، بينما يصطبغ كفا اليدين واخمصا القدمين والمنطقة خلف الاذنين باللون الأصفر الشبيه بلون الجزر (لقد راجعتني قبل عامين فتاة في الثامنة عشرة من العمر، تعاني من القهم العصابي، بلغت عندها هذه الظاهرة من الشدة بحيث ظهر كفا يديها وكأنهما مصبوغين بالحنة الصفراء). كذلك تعاني المريضة من انخفاض مستوى السكر وهرمون نظير الغدة الدرقية، وعدد كريات الدم البيضاء، في حين يرتفع نشاط الكبد.
وتكون دقات القلب بطيئة Bradycardia، وضغط الدم الشرياني منخفضاً، وقد تنخفض درجة حرارة الجسم.
وعادة تشكو المريضة المصابة بالقهم العصابي من امساك الغائط Constipation، الذي يعود إلى سببين هما: قلة كمية الطعام المتناول، وكسل أو قلة حركة الأمعاء الغليظة.
ومن الملاحظ أنه في حالة كون الفتاة تحت سن البلوغ فمن المحتمل أن يتأخر عندها ظهور الدورة الشهرية، أو عدم ظهورها مطلقاً. ويقابل انقطاع الدورة الشهرية عند الاناث فقدان او ضعف الرغبة الجنسية عند الذكور بينما لا تتطور الأعضاء التناسلية عند الذكور تحت سن البلوغ.
ويميز نقصان الوزن الناتج عن القهم العصابي عن غيره من الأمراض الجسدية والنفسية المصحوبة بنقصان الوزن، أن الأول متعمداً، وتخاف المريضة من السمنة خوفاً غير منطقي، وتعتقد بأنها سمينة جداً مع أنها على علم بانخفاض وزن جسمها. ويطلق على هذه الظاهرة مصطلح "أفكار مفرطة الأهمية" Over-valued Ideas. إن وجود فتاة في العائلة تعاني من القهم العصابي يشكل عامل توتر عائلي، ويؤثر سلباً على الحياة الداخلية والانسجام العائلي.
وفي المراحل الأخيرة من المرض تتطور عند المريضة مشاكل في الكلى وهشاشة العظام وفقر الدم وفشل (قصور) عضلة القلب، والعلامات والأعراض الكلاسيكية للإكتئاب والجفاف، التي تؤدي بها الى الموت، إما جوعاً أو انتحاراً. ومن المحتمل أن يحدث الموت فجأة نتيجة عدم انتظام دقات القلب أو عدم توازن الأملاج والمعادن في جسمها، مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم. ومن هنا أستطيع القول ان القهم العصابي مرض نفسي مميت، قد تبلغ نسبة الوفاة بسببه 18%.
العلاج:
إن الشخص المُؤهل لعلاج القهم العصابي هو الطبيب النفساني، ولكن على عاتق الطبيب العام وطبيب العائلة تقع مسؤولية تشخيص هذا المرض في مراحله المبكرة. إذ أنه في كثير من الأحيان يلجأ الأهل إلى طبيب العائلة طالبين المشورة بسبب انقطاع الدورة الشهرية، التي تكون في أغلب الأحيان من الأعراض المبكرة للمرض. فتشخيص المرض في مراحله الأولى يساعد على نجاح العلاج، بينما التأخر في العلاج يؤدي إلى نتائج لا تحمد عواقبها.
ويقسم العلاج إلى قسمين رئيسيين: أولهما العلاج بالتغذية والأدوية، وثانيهما العلاج النفسي.
والهدف الرئيسي من العلاج هو تعويض الوزن المفقود ونقص البوتاسيوم، وكذلك تصحيح الجفاف. وفي الحالات المبكرة يمكن علاج المريضة في البيت، اما في مراحل المرض الأخيرة او في حالة نقصان الوزن الملحوظ فيجب ادخال المريضة للمستشفى.
وسواء كان العلاج في البيت أو في المستشفى يجب مراقبة المريضة أثناء وجبات الأكل، وذلك للتأكد من تناولها للطعام. كذلك يجب مراقبتها خلال الساعة التي تلي تناولها للطعام، وذلك لضمان عدم القيام بالتقيؤ المتعمد.
وللتأكد من نجاح العلاج نقوم بوزن المريضة أسبوعياً، إذ انه يجب أن تحرز الفتاة زيادة بالوزن قدر كغم واحد اسبوعياً. ومن الممكن استعمال الأدوية المضادة للإكتئاب ثلاثية الحلقات Tricyclic وذلك لرفع مزاج المريضة والتحرر من خوفها من جهة، ولفتح شهيتها للطعام من جهة أخرى.
وبعد احراز تقدم ملموس بالوزن وبعد خروج المريضة من المستشفى، يقوم العاملون في مجال الصحة النفسية، من ممرضات واختصاصيين اجتماعيين، بمتابعة المريضة بالبيت، وذلك بهدف المحافظة على وزن جسمها، وللتأكد من عدم رجوعها إلى سلوكياتها غير السوية، مثل: الخوف من السمنة واللجوء للحمية وهكذا..
أما العلاج النفسي فيتمثل في علاج الفرد وعائلته في آن واحد، إذ أنه لا يمكن فصل المريضة عن العائلة والعكس صحيح. ونجاح العلاج مرهون بمدى استعداد الأهل على التعاون وتقبل الاسلوب السلوكي للعلاج.
العلاج السلوكي Behaviour Therapy:
يقسم هذا الاسلوب من العلاج إلى قسمين: الأول اسلوب المكافأة Rewards في حالة نجاح المريضة في زيادة وزن جسمها، والثاني اسلوب الحرمان في حالة عدم الانصياع للتعليمات، وعدم نجاحها في زيادة وزنها، حيث نقوم بحرمانها من وسائل التسلية والرفاهية ونمنعها من مغادرة البيت.
العلاج النفسي Psychotherapy:
ويتضمن تقديم الدعم المعنوي للمريضة، وتعزيز الثقة بين المعالج والمريضة. لأن نجاح العلاج يعتمد على تقوية الثقة بين المريضة والمعالج، الذي يؤدي بدوره الى ادراك المريضة لوضعها الصحي الخطير.
عواقب المرض Prognosis:
إن النتيجة النهائية للمرض غير مطمئنة، فمن المحتمل أن تدوم الحالة ما بين 2-3 سنوات. وقد دلت الدراسات العديدة طويلة الأمد أن 20% من المريضات يستجبن استجابة كاملة للعلاج، بينما 20% منهن يصبحن مريضات مزمنات ويعانين من المرض مدة تتراوح ما بين 5-6 سنوات، و 55% منهن يمررن بفترات متعاقبة من التحسن والتدهور، أما الـ 5% المتبقية فيكون مصيرهن الموت، وذلك إما بسبب الانتحار او نتيجة مضاعفات المرض ذاته، أو بسبب الموت جوعاً. غير انه في دراسة أجريت مؤخراً، تبين أن نسبة الوفاة قد تصل الى 13% وما يزيد.
النُهام العُصابي
يعرف النهام العصابي بأنه مرض نفسي، يتميز بفترات او نوبات متكررة من الأكل الصاخب، الشره والشهواني Binge Eating الذي يتبعه سلوك مضاد ومتعمد (بهدف تجنب زيادة الوزن) مثل: التقيؤ المتعمد، والمبالغة في استعمال الملينات والأدوية المدرة للبول، او القيام بتمارين رياضية قاسية ومرهقة. ويتميز ايضاً بالخوف المفرط من زيادة وزن الجسم.
انتشار المرض:
ان النهام العصابي اكثر شيوعاً من القهم العصابي، وأكثر انتشاراً عند الإناث منه لدى الذكور بنسبة 10-1 وباستطاعتي أن أقول أن 90% من مرضى النهام العصابي هم من الاناث. ويسود هذا الاضطراب، عادة، في سن المراهقة المتأخرة، وتتراوح نسبته الانتشارية بين الشابات المراهقات من 1-3%.
الصورة السريرية :
يُعرف الأكل الصاخب، الشره والشهواني، بأنه تناول الشخص المعني لكمية من الطعام اكبر مما يستطيع معظم الناس تناوله في فترة زمنية محددة، وفي ظروف مشابهة. وأثناء نوبات الأكل الشره يفقد الشخص السيطرة على نفسه، فيقوم بالتهام كميات كبيرة من الطعام خلال فترة تقل عن الساعتين، يتبعها الشعور بالذنب Guilt Feeling والخوف من السمنة، والإكتئاب والشعور بالانتفاخ، وعدم الراحة، مما يدفع الشخص للتقيؤ المتعمد واستعمال الملينات.
وفي كثير من الأحيان تسبق نوبةالأكل الشره والشهواني ازمات وضغوطات من التوتر النفسي الحاد، او الشعور بالاحباط. وقد لوحظ ان الكثير من مرضى النهام العصابي مصابون بالاكتئاب والقلق.
ولكي تستطيع المريضة التقيؤ تقوم بدس اصابعها في حلقها، او تقوم بتناول الأدوية التي تساعد على التقيوء. وقد بلغت المهارة والبراعة في الوصول الى التقيؤ المتعمد إلى حد مقدرة المريضة على التقيؤ دون استعمال اصابع يديها أو وسائل أُخرى، بل بالإيحاء لنفسها بضرورة التقيؤ. كذلك فان الفتاة لا تقوم بممارسة عادة الأكل الشره علناً، بل بالسر وذلك لشعورها بالخجل من هذه العادة. لذلك فهي تتجنب الأكل بصحبة الآخرين، وخصوصاً في المناسبات العامة والحفلات، وذلك لشعورها بالنقص وعدم الثقة بالذات (تقدير الذات المنخفض Low self esteem).
ويستمر الشخص، أثناء النوبة، بالأكل الشره إلى حين شعوره بالانتفاخ وعدم المقدرة على الاستمرار بذلك (لوحظ أن المريضة تختار الطعام الغني بالطاقة مثل الحلويات والمعجنات، غير أن ذلك لا يعني تمسكها بهذا النوع من الطعام).
ولكي يتم تشخيص النهام العصابي، يجب ان تتكرر نوبات الأكل الشره على الأقل مرتين اسبوعياً ولمدة ثلاثة اشهر متتالية.
إن الصفة التي تميز النهام العصابي عن القهم العصابي هي ان المريضة التي تعاني من النهام تحافظ على وزن جسمها الطبيعي، وعدم انقطاع الدورة الشهرية (مع أن بعض الدراسات تشير الى أن 50% من المصابات بالنهام قد يعانين من فترات متقطعة من انقطاع الطمث)، غير أنها قد تصبح غير منتظمة. ومن الملفت للانتباه ايضاً ان الشغل الشاغل للمريضة هو المحافظة على وزن جسمها والخوف من البدانة.
وأود أن اشدد هنا على أن تناول وجبات صغيرة وعديدة خلال النهار لا تعتبر شراهة في الأكل، وهي لا تخص هذا الموضوع.
وقد تلجأ المريضة إلى الرياضة البدنية القاسية خوفاً من زيادة الوزن وحرق الطاقة التي اكتسبتها من الأكل الشره.
ان التقيؤ المتعمد والمتكرر واستعمال الملينات والأدوية المدرة للبول، تؤدي كلها الى انخفاض نسبة البوتاسيوم والصوديوم في الدم، ما قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة مثل عدم انتظام دقات القلب Cardiac Arrhythmias وهبوط بوظيفة الكلى، وتشنجات عضلية شبيهة بالصرع. كذلك فإن التقيؤ المتعمد والمتكرر قد يؤدي إلى نقر (حفر) الأسنان وتقرحات في الفم، وذلك بفعل العصارة المعدية (عصارة المعدة). وقد يؤدي ذلك الى تمزق وتآكل المعدة والمرىء. ولا يتوه عن ذهننا أن فقدان حامض المعدة بشكل متكرر يؤدي حتماً إلى ارتفاع البيكربونات Bicarbonate في الدم، مما يؤدي بدوره الى حالة تعرف علمياً باسم القلاء Alkalosis وان الإسهال المتكرر يؤدي ايضاً الى حالة تعرف باسم الحُماض Acidosis وقد يلاحظ تضخم الغدد النكافية Parotid Glands من كلا الجانبين.
وفي أغلب الأحيان تحافظ المريضة المصابة بالنهام العصابي على رغبتها الجنسية ولا تفقدها، كذلك فان المريضة تتقبل حقيقة كونها مريضة نفسية تطلب العلاج طوعاً.
العلاج:
يعد العلاج السلوكي- الادراكي Cognitive Behaviour Therapy العلاج المثالي للنهام العصابي وذلك إلى جانب العلاج الجماعي Group Therapy والعلاج العائلي Family Therapy. ويفضل بعض الأطباء استعمال العلاج النفسي Psychotherapy الى جانب العلاج بالأدوية المضادة للإكتئاب.
وفي أغلب الأحيان يتم علاج المريضة خارج المستشفى، لكن في حالة حدوث مضاعفات خطيرة مثل انخفاض نسبة البوتاسيوم والصوديوم في الدم، أو ارتفاع البيكربونات في الدم، فيجب علاج المريضة داخل المستشفى.
إن النتيجة النهائية للمرض مطمئنة، وذلك مقارنة مع القهم العصابي. لقد دلت معظم الدراسات على أن اكثر من 50% من المرضى يستجيبون للعلاج استجابة شبه كاملة، ومن المعروف ان لهذا الاضطراب مساراً مزمناً.